نصوص أدبية

ليس غير البياض

السعيد مرابطييـَا للِـرّقاقَات! يـَا للرقَاقَات ..

تُـبْـهِر!..

حَـرِير، أبـهَي مِن قـُطن.

نسجُ ُ أملـَس..أمْ ذي       

هـِبةُ السّمَـاء عسَلية كقصَب السُّكر.

لا تخملْ، وانظرْ، إنـّها السّنة الحَـميمةُ،

حقـًّا صديقةُ ُشهْـمة، لهَـا بشَـائرُ الـرّخـَاء.

 والبيـَاض!.. يـا لهـَا من عِـفّة لاَ أبـهَى ولاَ أجمل !

إنـَارة فُـوتُـونـَات يذرُوها تـَموّجُ ُ، تَسِـيح..

- أثلـَجَتْ... !

- تقُولُ ذروَة القِمّة لأَسفَلِ القـَاع

تـدثّر .. ناصعُ مِعطَفكَ من دِفئ اللِّحَـاف،

اشْـطفها نفسَك، في الإشْراقِ والنـّقاء..كشُعاع.

هاهي أمـّنا الأرضُ تـَتمـَايز.

 هوَ ذا الثّلجُ رخـَاء!.. والـّنـتفُ منـتَـشرُ ُ

علَى كلِّ سمْت.

هـُنا وفي عُزلة كـَم يـَسْتـغِيث،

مَاذا سَيحدُث لهذاَ العُصفُور؟..

يَـقف على جذْع شَجرة سَــروْ.

مـَاذا يسرِّب لي، هلْ ذا غِـناءُه أم صُراخه

 يمزقُ الليّلة الصّمـّاء؟

حَسبُك أيهَـا المعزُول.. أدري أنـَا بشَـكْواكَ الحَـرَّى،

مِثلَ كـلِّ الـبَائِـسِين المعْـدمِين.. والـقَــرُّ أَزْرقْ.

أسَفِي ..فالعَين مـُثقَلة، والدّمُوع.. من غير نَفع

 أوْ لُزوم !..

صمتُ حقـِيرُ يـا مدَنيـّةَ بحيـَاة أحقَـر !

رجلُ ُ مـنْ رمـَادْ ،من فرطِ بُـؤسٍ، كَم تنـَهّد...

هلْ  تـبدّد..أم رذَخْ..؟

 فصلُ إغْـمَاءة، لم يَعدْ قلبـًا يَضُخ !..

إنها تثْـلِج..أعلى قبـّعة التـّاج، من علَى الأعلَى 

حتّى مَهوى الهـَاوية .

لا ذُهول أو خَـَرف..

لستُ آسِــفـًا .. لا ..ولا للمَجـَال

عتـَابُُ أو حـديـثُ ُ أو أَسـفْ .

يَـا مَواسمـًا لـِشتَاءاتِ الخـصُوبة والتـَّرفْ..

يـَا شتِـاءَاتِ المَـآسِي ترهَنُ الخَـلق ، تمضغُ الرأس علَى

 بُرج الكتـِفْ.

حيثُ قـتـَامَـة الكُـوّة ،

تتـأَرجَحُ علَى حَوافٍ معزُولَة..

مَـا منْ بُـدٍّ ،

يصرُخ العصفُورُ ، تخـُورُ البقَـرة الصّفْراء الفَاقِعُ لَـونهُـا.

ذاَ الأيلُ يلهُو ، والظبيُ يرقُص،واللَّيل يُـُشِـعّ.

 أَنصِتْ ... فَـللغزَالِ سـَليل

عِندَ ذروةِ البيـَاض الـزّاحِف،

عيْـنُ ُعلى عيْـنِ كَـاميرا فيديـُو،

تمسَحُ كلَّ نطـَاق...

منظرُ ُبلاَ شـَبِـيه.

إنـه في أسنـان ثغـر الطفولة .. وفي بياضِ

 بيْضَاتِ الدّواجِن والعظَـام.

يا سـَلامَ السّـلاَم !..

لاَ سقـَـيم..لا َسـقَـام.

فالطفُـولةُ فـِي ابتِـهـَاج،

هذا ليلُهـَا للفـَرح ..مُودَع للْـحِمـَاسة.

 كُرياتُ قـُطن  فـِي مزِيد من نُـزُولْ ،                                                                                           

تتقـَاطر بِـاللُّعـَاب والميـَاه؛ نشوةُ ُ من هُطُـولْ.

هيَ حَربكُم مِثلَ سِلـمكُم أيّـها الكتاكيتُ الـصِّغَـار

هيـّا مـَتـّعوُا النـّفس والـّرأس سَـاهـمةُ في سَلْوى.

امرحُوا.. تـَراشقُوا .. بـَين رقاقـَات الثـّلوج

تَـعانقُوا ،والعـبُوا..

فالطّقسُ أبـْهى عِـند نقْـطة الذّروة. 

لكُم سـَاحة.. والنّشيدُ للِمسَار السـّعيد.

لكُم الطفُولةُ في ابتهـَاج ،في ابتكَـارِ الصُّور!..

 شَـكّلتمْ  كَيفمَـا شِـئتُـمْ ، رجلَ  الثلج والمـَاء ..

كمْ ذاَ حـظُـه وَافـِر  بِـالمتـَاع : الـقُـبّـعةُ والَـغليـُون

 وَالـعصَـا منْ خَـيزُران  الأكَـابِر !..

 يـَا بُعـيد َمـنـَابِـعي، ومَرابِـعِي..فيكِ

 طـُفولَتيِ الحـُلوَة.

يفـِيضُ نداءُ ُ خَفـيُّ يدعُوني والصَّدى فِـيَ،

ومـَا لديّ سـِوَى لـُعبة الرأسِ المسـَافِـرة

هذَا أنـَا .. أُغـَامر صَـوبَ شِـتـَاء الشّتـَاء ،

حيـَالَ ذاك الطـفلٍ الأَغَــر،

لم يـكن للـهـباء..إنـما ،للـمَمرِّ الأَبـَر..

أمـَا والـّرؤى، تـفُكّ شَـفرةً للعـُبور

صَـوبَ أطيَـابِ الحـياَة ،والعُمرُ في رِكـابٍ

عـِندَ أطيـَافِ الشِّـراع.

لا كَدَر في حِجـْرِ دُ نَـيـَا..لاَ سَـأم ..

غيـر  الوسَـامـةِ واللـياقة والألـق،

والأنـسُ جـنـةُ،

آنـسَهـا الإقـاع؛

حيثُ مَـْجد الطفُولة فيِ احتِـفَـالٍ وانْـشِـرَاحٍ ونَـشِـيد.

***

شعر/ السعيد مرابطي

21/01/2021

 

 

في نصوص اليوم