نصوص أدبية

أميرة عيسى: عِندَما

اميرة عيسىأميرة عيسى: عِندَما

عِندَما كانت عَباءَتُكَ وِسْعَ الصَّحارى

 تفرِدُها

وتنادي حاديَ العيسِ

يؤنسُ وحدَتَكَ

 

عندما كنتَ تدعوني

 لأستَظِلَّ بمائِكَ

من قيظِ الأيام

 

عندما كنتُ أترُكُ ثِقَلي

في خزائني القَديمَة

وأخبئُ أحزاني

 في أدراجي المُغلَقة

 

عِندَما كانت يداكَ عُصْفورتين

تُبَعثران شَعْري

تفتشان عن قشِّ السَّنابل

تبني بها كوخَ الأحلام

 

عِندَما كنتُ أرقصُ

على الرِمال المُلتَهِبة

رمالٌ أنضَجَتها

أشِعَةُ شَمسٍ إستوائية

كنتُ أركضُ حافية القدَمين

أرتمي في بحارِكَ

 

عندَما كانت بحارُكَ من لؤلؤٍ

نَسْكنُ في صَدَفِها

نضحكُ

نعشَقُ

نغتسِلُ

ونتنشَفُ بالمُرجان

 

عِندَما كنتَ تُغمضُ عينيكَ لتراني

ومضةَ شغَفٍ تُنيرُ الروحَ

وتُنعِشُ الأبدان

 

عِندَما كانتْ روحُكَ

تخترقُ المكانَ والزمان

تفترشُ عشبي

تسكنُ وترتاح

 

عِندَها لمْ أكُن أعلمُ

أن ماءك أجاجٌ

يتجمدُ أصْناماً من ملحٍ

في  مُقل العيون

وأنَّ شمسَ الإستواء

 أقلُّ لَهَباً

من قيظِكَ المَكْنون

وأنَّ آلامي وأحزاني ستورِقُ

 الفَ مرَّةٍ في كوخِكَ المهجور

وأنَّ حَنانَ يَديكَ

سَيُلبِسُني عباءَةَ الجُنون...

***

بقلم: ا. د. أميرة عيسى

رئيسة المنتدى الثقافي الأسترالي العربي/ سدني، استراليا

 

في نصوص اليوم