نصوص أدبية

أكرم جلال: إلى أين نحن ماضون؟

اكرم جلالحينما يكون الجاني حُرًّا طليقًا، والمظلوم في غياهب السجون، إلى أين نحن ماضون؟

حينما تكون الدولة رسمٌ قد لفَّه النسيان،

والعدالة حرَّةٌ دنّستها الأوثان ..

والقانون عفيفةٌ بيعت في سوق النخاسة،

فتجرأ عليها أهل الوضاعة والنجاسة،

وأنكرَها المدّعون ..

إلى أين نحن ماضون؟

 

حينما تغدر الحَليلَة بزوجها، وتتحول الخيانة الى مُتعة،

حينما يعقّ الولد والديه ويعتبرها رجولة،

ويعتدي الأخ على أخته وأخيه .. يا لها من بطولة،

 

حينما يكون الغدر فنٌّ

والنفاق مهارة،

والغشّ إبداع،

والسرقة شطارة،

أسألكم ايها اللاهون الى اين نحن ماضون؟

 

حِينما تُقلب المفاهيم ويظنُّ البعض جهلاً أن المبدأ والختام

وغاية المرام في الصلاة والصيام !!

 

حينما تُنْحَرُ العقيدة على أعتاب المنابر

ويُحوّل  الفكرُ إلى طقوس وشعائر،

مليئة بالرياء،

بعيدة عن سُنّة الأنبياء والأوصياء،

حينما نلطم الصدور على إمام غيور

قطع الحجّ وسار بالأهل والعيال من أجل كلمة ذات مضمون،

اسالكم .. إلى أين نحن ماضون؟

 

حينما يُهان المُعلم على يد الوضيع وتُسحق كرامته أمام الجميع،

وحينما لا يوقر الصغير الكبير  ولا يعطف الكبير على الصغير ..

 

حينما تضيع الأيتام في محضر الكرام وفي زحمة الأيام

وتتحول الأرامل الى مغانم

لتتلقفها أيدي اللئيم والخؤون، أقول: إلى اين نحن ماضون؟

 

حينما يصمت المثقف ويظن أن بصمته كبرياء واعتلاء وإباء،

 

حينما تكون الخيانة شطارة

والعَمالة تجارة،

والوطن رخيص كالحجارة..

 

حينما ترى المشهد وقد تسيَّده الأراذل،

ضباع .. بين خائر وسارق ومتخاذل،

يحق لي أن أتساءل:

إلى أين نحن ماضون؟

***

د. أكرم جلال

في نصوص اليوم