نصوص أدبية

صادق السامرائي: القميص!!

صادق السامرائيقتلونا بقَميصٍ كــــاذِبِ

وبنا الأيّامُ بيْتُ الخائِبِ

 

مُنذ عُثمانٍ رؤاهمْ أوْغَلتْ

بخُـــــــداعٍ وبأمْرٍ سالِبِ

 

بَعْثرونا، مَزّقونا عُنْـــــــوَةً

أوْصَلونا للحَضيضِ الواقبِ

 

زَنْدَقــــونا، كفّرونا إنّهُمْ

ضُدّ ديْنٍ كالعَدوِّ الواثِبِ

 

وبدينٍ إسْتَباحوا حُــــــــرْمَةً

 وحُقوقا في الزَمانِ الكارِبِ

 

فأدانــــــــــــــوا كلَّ دينٍ قيِّمٍ

وأشاحوا عَنْ صِراطٍ لاحِبِ

 

وإذا الرَبّ هَواهمْ والمُنى

وبها الخلقُ غَنيمُ الغالبِ

 

وعلى الدُنيا وشاحٌ أسْودٌ

يَمنعُ الألوانَ حقَّ الواجبِ

 

والفتاوى في بلادٍ إرْتقتْ

فوقَ شَرْعٍ وكِتابٍ صائِبِ

 

إنّهمْ قالـــــــــوا وأمْرٌ قوْلهمْ

والبَرايا رَهنُ مَسْعى الطالِبِ

 

لا تَلمْ نَفساً تمادَتْ واشْتَهَتْ

ولها الأقـــوامُ عَبْدُ الحاطِبِ

 

كلّما دارَتْ تَنامى غِلّها

وتَساقتْ مِنْ حَميْمٍ ناكِبِ

 

يا إلهي كيفَ ترْعى ظلمَها

وتَدَعْها في الضَلالِ الراكِبِ

 

أمّة الإسلامِ في قيدِ الضَنى

إستغاثتْ مِـــنْ شديدٍ دائِبِ

 

وتنادَتْ لسَمــــــاءٍ فوْقَها

واسْتعانتْ بدُعاءِ اللائِبِ

 

وطنٌ يَشقى وشَعْبٌ حائِرٌ

وقِــوى الشَرِّ بشرٍّ سائِبِ

 

مِحْنةٌ تَطغى وشَعْبٌ مُنْهَكٌ

وبلادٌ بشباكِ الـــــــراغِبِ

 

أزْرَتِ الدُنيا وجاءَتْ كُرْبةً

وتواصَتْ بالمُبيدِ الضاربِ

 

وإذا الإنسانُ رقـــــــــمٌ زائدٌ

سَوْفَ يُمْحى بمَشيئ اللاّعِبِ

 

يازمانا مِــــــنْ آثيمٍ سائدٍ

يتنشّى بالوَجيعِ الواصِبِ

 

هلْ فقدنا خُلقَا في بَيْتِنا

وانْتهينا كقَطيــعٍ نادِبِ

 

ســــرّ ما فينا بجَوْرٍ قائمٍ

وكذا النفسُ بفعلٍ عارِبِ

 

إنّنــــــا إنّا وإنّا كلّنـــــــــا

وإناءُ الخلقِ كنزُ الحاجِبِ

 

وعلــــــــى الدنيا سلامٌ وادعٌ

وبها الأرضُ وعاءُ الغاصِبِ

 

مِنْ تُرابٍ لتُرابٍ حَدْوُها

وكذا آسَتْ خِتامَ الذاهِبِ

 

فلمــاذا بقميصٍ تُجْتبى

وفناءٍ كرصيدٍ لازبِ؟

 

إنها نفسٌ أساءَتْ فعلَهــــا

وتمادَتْ بالسلوكِ الرائِبِ

***

 د. صادق السامرائي

30\2\2021

 

في نصوص اليوم