نصوص أدبية

عقيل العبود: شعائر ناسك

عقيل العبودتهبهُ بلونها البني الممزوج بنكهة الشهد المحلى بالشوكولاتة، نشوة الغبطة، يرافقها شعور بالابتهاج والأمل.

يعشق طقوس مودتها، فهي ليست ذلك النبيذ الذي ينعم على شاربه بلذة السرور، إرضاء لحاجة شعورية، قد تكون مضطربة، إنما هي بلسم به تنتصف الروح، تتداوى، تنأى بعيدا عن ساعات الجزع، واللغو.

يحلق صوب مكان سحيق ، ينحني تعبدا، يهيم بنفحة شذاها المزدان بسحر ذلك الملاذ.

ملاك يسكن في شعاعه الحبور؛ (سماوات سبع، وأرضين سبع)، تعتقه من أسر حياته الواهنة.

يرسم مع لحظات الترنيم حدائق، وساحات، تعقبها غابات، وشموس، وبحار.

عشِيّ به يتحرر من تقاطعات هذا التزاحم الذي يشغل النفس بالعبث، والزيف، والترقب.

تتناغم لغة الأوتار وفقا لترتيلة تغوص به عبر فضاءات من التأمل، يصبح قريبا اليها، يشم عبير طيفها على شاكلة فراشة تعانق آنية من الورد.

تنبعث الأزهار في حديقة عاطفته مع خِصْب عينيها؛ تتغنى، تعزف مع رخامة الصوت سمفونية

تحمله الى خلاء مهجتها، وهي تشدو كما العصافير، تتكلم، يصغي اليها بلهفة متقنًا فن الانصات.

يكتب على باطن كفها بعض الكلمات، مذيلة برسائل حب، مع بعض نصوص من الشعر.

يجالس صباحاتها المقفاة، لعلها تلك الإمساءات تمضي مع كأس التوق اليها.

ولذلك مع إشراقة كل نهار، ينشد قلبها مع ترياق قهوته المحلاة بالعسل، لعلها تمنحه فرصة للحياة جديدة.

 

عقيل العبود

سان دييغو/ كاليفورنيا

 

في نصوص اليوم