نصوص أدبية

حفّني الموتُ وأنْهى رِحْلَتي

قبْلَ بَدْءٍ فــي مَسارِ الشُهْرَةِ

ما حَسِبْتُ البَيْنَ يَسْعى نَحْوَنا

بشِــــــــــراعٍ وبسَيْفِ البُغْتَةِ

أحْرَقَتْ روحـــي بيومٍ ناكدٍ

 بكتابٍ صارَ طُعْمَ الجَمْرَةِ

إنّها عادَتْ  خَريداً  نادراً

واسْتقادَتْ بأجيجِ الرَغْبَةِ

قَتلتْني حينَ أذْكتْ نارَها

بفؤادٍ فيهِ نورُ الفِكْـــــرَةِ

قد أصابَتْ لبَّ إنْسانٍ وَعى

سِرَّ أسْـــرارٍ بحَرْفِ العِزَّةِ

ما لنا مِنهـــــا جَديدٌ طيّبٌ

إنّما الحَتْفُ سَديدُ الصَوْلةِ

يا سفيرَ النَحْوِ يا نَهجَ النُهى

هلْ سَتبقى في ربوعِ الأمّةِ؟

قد طرقنا سُبُلاً أوْحى بهــا

جَهْبذ الأوْزانِ نورُ الرُؤيةِ

بمَفاعيـــــــــــلِ نَغيمٍ بارعٍ

رسمَ الشِعْرَ بنَبضِ الدَوْرةِ

بخليلٍ أمّتي صانَـــتْ لنا

إرْثَها حيًّا بَديعَ الصورةِ

كرّمَ الله رُباها بَهْجَةً

وهَداها لبلوغ القمّةِ

إنّها جادَتْ بنَهْجٍ راسخٍ

وتواصَتْ بعَطاءِ النُخْبَةِ

وُهِبَتْ عِلْماً أصيْلاً ساطِعاً

فأنارَتْ قبلَ بَدْءِ الثَوْرةِ!!

وأنا عِشْتُ نبوغاً سامياً

وعُرِفْتُ بجَليلِ السُمْعةِ

في حياةٍ قد تنامَتْ حُجَّتي

وببرهانٍ شديدِ القوَّةِ

لسْتُ أدْري ما اعْتراني إنّني

بالكسائي أسْتُبيحَتْ هيْبَتي!!

سِفْرُ ضادٍ يَتَجَلى سامِقاً

مُسْتَعيدا روحَ فَجْرِ الرَوْعَةِ

(سيبويْهٌ) ضَوْعُ تفاحٍ ذوى

أعبقَ التأريخَ شَذوَ الصُنعةِ

إنّ سِفرَ النحو يَبقى مَرْجِعاً

ومُنيْرا بعقولِ الصَفْـــــــوَةِ

يا جُمانَ القولِ يا روحَ العُلى

ترْجَمَ الأشْواقَ وَحْيُ القُدْرَةِ

قد توفّى نابغُ أعْطى بها

وتَعالى في رياضِ القِلّةِ

بشبابٍ إجْتباهـــــــــــا دُرّها

 فصَحيْفُ القوْلِ تاجُ السِيْرَةِ

أمّةٌ سامَتْ عُقولاً كيْدَها

واسْتعانَتْ بعِتادِ الغَفْلَةِ

وَرَنَتْ نَحْوَ ســــــــوادٍ مُعْتِمٍ

وارْتَضَتْ وأدَ بَصيْر الفِطنَةِ

إبْنُ وَيْهٍ لا تلــــمْ نفساً هَوَتْ

مَغْنمَ السلطانِ حينَ الفُرْصَةِ

يا حبيبَ الضادِ يا نجماً ذوى

وتَوارى قبـــلَ أوْنِ الذُرْوَةِ!!

***

د. صادق السامرائي

10\2\2021