نصوص أدبية

سامي العامري: آ.. يا غدي

سامي العامريإلى الشاعر العريق جميل الساعدي


 

تشهرُ الســــــيفَ بوجه الغامدِ ؟

ذاك حَيفٌ والإلهِ الواحـــــــــــدِ

 

يــــــــــــا زماناً لم يُعرني قشةً

ما الــــــذي غَنَّجَ وعدَ الواعدِ !؟

 

ثمَّ هَبْ أنــــي طلبتُ العدل ليْ

أتجازيني جـــــــــــزاءَ  الناقدِ !؟

 

وهُمُو النقادُ يـــــــا عيني على

كفرِهم بالإصــــــطلاح الوافدِ

 

عِوَضاً عـــن حزن قلبي ها أنا

أرفع الكــــــــأس لتلك الناهدِ !

 

تتعاطى الغمزَ حتى أنـــــــــــــه

ليـــــــــس مفهوماً ولا بالوارد !

 

يا ملاكاً ضعضعتْ روحي رؤىً

فـــــــــــــــإذا أدنو تنادي : باعدِ

 

وإذا أتعب ترمي لـــــــــــي شذاً

فـــــــــــي دروبي وتنادي طاردِ

 

دائم اليقظة جوعـــــــــي للكرى

علني ألمحُهُ آ،،،، يـــــــــا غدي 

 

إننــــــــــــــي ظمآنُ شوقاً للحَيا

أفتسعى لــــــــــــــيْ بماءٍ راكدِ ؟

 

رحتَ تقسو قائلاً إنـــــــــي أبٌ

بدمٍ، أقتــــــــــــــــــلُ، فظٍّ  باردِ

 

وقســـــوت اليوم في سخطٍ فنَمْ

بحنوِّ الأمِّ يقســــــــــــــو والدي

 

مثل عمري وهو يقسـو مارداً 

وتمردتُ هـــــــــــوىً بالماردِ !

 

ذقتَ مني الويـل دمعاتٍ سمتْ

كابتهالاتِ نبيٍّ ســـــــــــــــاجدِ

 

عند هذا الحد  قلــــــبٌ خاشعٌ

وضميرٌ زاركم مـــــــــن عابدِ

 

دقَّ باباً سائلاً عـــــــن ملتقىً

وشهودٌ جُمِّعوا فـــــــي شاهدِ

 

ترجماتٌ مـــــــا لها أزرتْ بنا

ثم مـــــــا العالمُ ؟ إحكِ، ناشدِ

 

أنت أبهى مــــــن لغاتٍ جُمِّعتْ

فــــي كهوفٍ من ضرامٍ هامدِ !

 

أنت عند الفصل تبقى شاعراً   

بــــل على الغار كأحلى شاهدِ

 

وأنا كنتُ المُســــــمّى شاعراً

ولي النبضُ كحفلٍ حاشـــــــدِ 

 

وورودٌ حـــــــين أخفي قصَّتي

حَرَجاً قامـــــــت مقامَ الساردِ

 

ببراءات الفتى يـــــــعلو الفتى

ثم يســــــــــمو لا بفعل العامدِ

 

خاطَ غيماتٍ ببعضٍ إنــــــــــما

مثـــــــــــــل ترقيعٍ لحكمٍ فاسدِ

 

لو محقْنا الحاضرَ ـ الماضيَ أو

ثورةٌ تقلع ضرسَ الســــــــــائدِ

 

ونرى عقرب ســـــــاعات شدا

دائراً حـــــــــــــول زمانٍ راغدِ

 

ويزجُّ الزهرَ والرمانَ مـــــــــن

أحرفٍ ثملــــــــــى وحزنٍ رائدِ

 

وكذا أوطانـــــــــنا  تُكسى جَنىً

تحت أمــــــــــــطارٍ وجوٍّ راعدِ

 

وإذا تبغي ارتداداً حـــــــــــازماً

فأنــــــــــا المرتدُّ صنوُ الآمدي !

 

أو ثراءً يا تُرى هـــــــــل عندنا

كابن جنيٍّ ومـــــــــثل الواحدي؟

 

ذاك مــــــــن وحي سُراةٍ سبقوا

ونديمٍ كجميل الســـــــــــاعدي !

***

سامي العامري - برلين

4 ـ 7 ـ 2021

.............................

* الحَيا : المطر : (لأحمد شوقي) جبلَ التوبادَ حياك الحيا.... وسقى الله صِبانا ورعى.

* قيل لسيف الدين الآمدي : يا مولانا تراك تؤثر الحنابلة وتزيد في الإحسان إليهم. فقال على سبيل المزاح: المرتد لا يحب كسر خاطر المسلمين ! ويعني أنه كان فيما مضى حنبلياً,

* حصل قبل شهرين تقريباً أن ترجمتُ إحدى قصائدي إلى الألمانية فنشرتُ القصيدة مع ترجمتها فحصل ما يشبه سوء الفهم ما جعل الشاعر الساعدي يزعل فينسحب، ومصاعب الترجمة عندي أمر عادي فنحن نعجز أحياناً عن ترجمة خبر صحفي بشكل مُرضٍ فكيف الحال مع قصيدة وقصيدة حديثة ؟

* بالنسبة للنقاد في القصيدة فأنا عنيتُ نقاداً محددين وربما ذكرتُ أسماءهم عند الضرورة.

 

 

في نصوص اليوم