نصوص أدبية

صادق السامرائي: إذا نظرَتْ!!

صادق السامرائيإذا نَظرَتْ فما عَرَفتْ مَكاني

تُحدِّجُني ولكنْ لا تَـــــــراني

 

مُتيَّمــــــةٌ بطينٍ مُسْتَطابٍ

فهَلْ كَشفتْ بواطينَ الكِيانِ

 

بآفاقٍ تُجاذِبُها ارْتِفاعـــــــاً

وتُبْعِدُها عَنِ البَدنِ المُعاني

 

وتُرْويها مِنَ النورِ المُزكّى

وتُطلِقُها بمُبْتدَءِ الزَمـــــانِ

 

أعاتِبُها إذا شَنِئَتْ وغاضَتْ

وأنْكرُها إذا وفَدَتْ تُجـــاني

 

ألا هَبَطتْ وفيها مُحْتواها

وما حَطّتْ على وُكْرٍ بآنِ

 

تُقلّبُنا بأيْامِ اخْتِبـــــــــــــارٍ

وتُطعِمُنا مِنَ الوَهْمِ المُدانِ

 

وتَخْدَعُنا بإغْراءٍ جَميلٍ

لتأكلنا بأنْيابِ افْتنانِ؟!!

 

وكمْ شاءَتْ وما شِئنا مَراما

تؤاخِذُنا بحاديةِ التَواني

 

تَبارَكَ فاعِلٌ والفِعْلُ جَمْرٌ

تؤجّجهُ نَواطيرُ المَعاني

 

تَعتَّق كائنٌ في جَوْفِ أضْنى          

يُبادِلنا مَراسيمَ الضِعانِ      

 

ويَدْعونا لراحِلةٍ وأخْرى   

     تكبّلنا بأصْفادٍ  التَعاني          

 

ملأنا كأسَ أعْمارٍ بهَمٍّ

ودُمْنا في مُطارَدَةِ الدُخانِ

 

ودُنْيا عَنْ مَفاتِنها أباحَتْ

فأغْوَتْنا بأزْهارِ الجِنانِ

 

وطابَ العيشُ في زمَنٍ بَعيْدٍ

تَرَدّى بين أحْضانِ الوِطانِ

 

تَدورُ على خَلائِقها المَنايا

فَتأخُذُها إلى حُفَرٍ دَواني

 

سَعَدْتُ بقرْبها والناسُ حَيْرى

تُجالِسُ سِفرَها عَيْنُ الثواني

 

كأنّ العُمْرَ في أطُرٍ تَرامى

وإنَّ الطولَ في نُقَطِ الأماني

 

حَسِبْناها بقبْضَتِنا وإنّا

نُدَبِّرُ أمْرَنا رُغْمَ الطِعانِ

 

صِراعاتٌ وغابَتُها بدُنْيا

شَرائِعُها مُحارَبَةُ الأمانِ

 

فما سَلِمَتْ بساحَتها البَرايا

ولا وَصَلتْ لناصيةِ امْتِنانِ

 

وقَفْتُ بدارها أنْعى مَصيْراً

وأسْألُ خالِقاً سِرَّ الرِهانِ

 

 وعُدْتُ لذاتِ الرَكْبِ أحْيا

بآسرةٍ لفَحْواها المُدانِ

 

فقالَ الخلقُ يا مَوْجاً تَرَدّى

بتيّارٍ مِنَ البَشرِ المُصانِ

 

بريقُ الروحِ مَبْعَثهُ انْطلاقٌ

إلى وَهَجٍ مِنَ النورِ البَيانِ

***

د. صادق السامرائي

16\4\2021

 

 

في نصوص اليوم