نصوص أدبية

سعد جاسم: مرايا الحب والرغبات

سعد جاسم1- فردوس أُنوثة  

 توقظينني في صباحاتِ الله

فرحانةً وهيمانةً

كتفاحةٍ تُشعشعُ

من فرطِ الغواية

ومن لهبِ الرغبة

وجمراتِ الفحيحِ

 وعطرِ الأَنفاسِ الصاهلةِ

في غرفِ النومِ السريّةْ

 

وأَنا أوقظُ فيكِ

افاعي الشهواتِ القزحيةِ

حتى تنهضي مكتنزةً باللذة

وعافيةِ الحبِّ

وعبقِ القُبلات

وفرحِ الروحِ

وهي تتلألأُ في المرايا

حالمةً بالطيرانِ

عالياً ... عالياً

حتى سماواتِ الربِّ

وفضاءاتِهِ المُكتظّةِ

بكواكبِ العشقِ والرغبات

وحقولِ الشغفِ العابقةِ

بروائحِ الأجسادِ المُشتعلة

والمُكتنزةِ حدَّ الشبقِ الكوني

القابلِ للإحتراقِ والإنفجارِ العاطفي

والإشراقاتِ الجسدية المُتَلَألئة

كالقناديلِ والأقمارِ

والكواكبِ الياقوتية

المُتوهّجةِ كأَقواسِ فرحٍ

في فراديسِ الحُبِّ

والحرّيةِ والخلاص

**

2- امرأَة الشهقة الاخيرة

أُريدُ أَنْ أَبتكرَ إِمرأةً

طيَّبةً وجميلةً

وعاشقةً لعوالمي وقصائدي

وطقوسي وجنوناتي

وأُحسُّها تُحبُّني حدَّ الولع ِ

والوَلَهِ والهيام

وأَنا الآخر سأُحبها بشغفٍ وجنون

كما لو أَنني لم اعشقْ أَبداً

أُنثى كوْنيَّة مثلَها  ؛

ولاأُريدُ أَنْ أُحبَّ غيرَها

حتى الشهقة الأَخيرةْ

**

3- نساء.. نساء.. نساء

الاشجارُ اللواتي في الغاباتِ

 والحقولِ والشوارعِ : هنَّ نساءٌ

 نساءٌ دائماً مفتوحات السيقانِ والاذرعِ والقلوبِ

قلوبُهنَّ خضرٌ في الربيع

ورماديات في الخريف

أَعْني خريفَ العمرِ والاحلامِ والاماني

وكذلك فانَّ قلوبهنَّ بيض اء في الصيف

وفي الشتاءات تُصبحُ قلوبهنَّ كالتنانيرِ

 والكوانينِ والمواقد الطاعنةِ بالذكريات

والحكاياتِ الساحرة وأَلسنةِ اللهب الباشطة

كسكاكين المطابخ الريفية

 والنساءُ الاشجارُ : مشاعرُهنَّ ورغباتُهنَّ

هُنَّ فواكههنَّ الناضجة

وهنَّ غالباً لايبخلنَ بها علينا

وخاصة عندما يُصبحنَ عاشقاتٍ وباذخاتِ العواطفِ

والقبلاتِ والنزواتِ والقطوف ،

النساءُ : اشجارٌ لاتموتُ الا واقفة

كما قال لنا صديقُنا الاسباني العنيدُ ،

في مسرحيتهِ الموجعة

 مثل مقبرة مهجورة

***

سعد جاسم

 

 

 

في نصوص اليوم