نصوص أدبية

صادق السامرائي: أمّة الفجر!!

صادق السامرائيأمّة الفَجْرِ وليْلُ الأمـــــــــــــــــةِ

كيفَ أضْحى النورُ مِثلَ العُتمةِ؟!

 

لا تَقــــــــلْ كنّا وكانَتْ أمَّتي

عَصْرُنا عَصْرٌ شَديدُ الظُلمةِ

 

أيْنَ أنْوارُ وجــــودٍ سامِقٍ

وحَياةٌ في رِحابِ الذُرْوَةِ؟

 

هَلْ كبَوْنا وارْتَضَيْنا رَقدَةً

أوْرَدَتنا لمَصيْرِ الفُـــرْقة؟

 

جَعَلتنا مِثلَ صَرْعى صَعْقةٍ

فانْتَهيْتا لعَميْقِ الحُفـــــــرَةِ!

 

أمُّنا ذاتُ عَطاءٍ وافِــــرٍ

وابْتكارٍ لأصيلِ الفِكرةِ

 

بَدأتْ مِنْها مَــــزايا إنّنا

وبإنْسانٍ وَسيْعِ القُدْرَةِ

 

كلُّ يَنبوعٍ تَنامــى إرْتَوى

بمياهٍ مِنْ فيوضِ الرَوْعةِ

 

قد تَسامَتْ برؤاها للعُلى

وتَواصَتْ بسِراجِ الرَحْمَةِ

 

إنْ تخابتْ لوَجيعٍ حَفَّها

ما تناءَتْ عَنْ صِراطِ العِزَّةِ

 

حَدَّثَ التأريخُ عَنْها إنَّها

أمّةٌ تَحْيا برَغْمِ الشدَّةِ

 

 بَلْ وتَبْقى في عُلاها شُعْلةً

تَتساقى  بضِياءِ الحِكْمَةِ

 

أمّة العُرْبِ عَريْقٌ أصْلُها

يَتباهى بعَزيزِ الرِفْعَةِ

 

بكتابٍ ورَسولٍ قادَها

وبأفْكارِ رِجالِ البَعْثةِ

 

أمَلٌ فينا وفيها طاقةٌ

وحُشودٌ مِنْ جُنودِ الوَثبَةِ

 

رُغْمَ أعْداءٍ عليْها سابَقوا

سَوْفَ تَرْقى لعَلاءِ القِمَةِ

 

مَنْ وَعاها مُنذُ بَدْءٍ إنْبَرى

لعَظيمٍ وجَديْدِ الصُنعَةِ

 

عُلماءٌ أذْكياءٌ ساهَموا

بعَطاءٍ مُسْتقيْمِ النَظْرةِ

 

أوْهَموا جيْلاً وجيلاً بَعْدَهُ

بضَلالٍ مِنْ صَنيْعِ الخُدْعَةِ

 

إنَّهمْ كانوا وكانوا قد مَضَتْ

وعَليهمْ بقبولِ النَكْبةِ

 

يا شِراعَ المَجْدِ يا ريْحَ المُنى

إنْطوى عَهْدٌ بعَهْدِ الجَفْوَةِ

 

وأرانا في مَيادينِ الوَغى

فاسْتَفيقوا مِنْ سَباتِ الهِمَّةِ

 

كلُّ ما فيها جَميْلٌ واعِدٌ

وحَريٌّ بمَديدِ النُصْرَةِ

 

فَتساءَلْ عَنْ لماذا إشتَكتْ

أمّةٌ تُرْوى بفِكْرِ الصَفوَةِ

 

هذهِ الدُنيا لأمٍّ أشْرَعَتْ

بابَ أمْجادٍ بروْضِ القوَّةِ

 

فَتفاخرْ بنجومٍ أوْمَضَتْ

وأنارَتْ بدروبِ اليَقظةِ

 

إنَّهــــــــا أمٌّ لقَومٍ أعْلنَتْ

إنّما العَقلُ طليقُ الرؤيةِ

 

فتعافَتْ مِنْ ظلامٍ حَفَّها

وتَواصَتْ ببناءِ الدَوْلةِ

***

د. صادق السامرائي

28\7\2021

 

 

 

في نصوص اليوم