نصوص أدبية

زياد كامل السامرائي: أبراج

زياد كامل السامرائيالجدي

لا عليكَ سوى أن ترقبَ الذئب

عندما يتركُ وظيفته ليكون ملاكا

فيما أنتَ ..

أنفاسك تتقطّعُ...

لتصل آخر الهول مع أيلول من الأيام

إذْ لم تُبصر الذي بقيَ منه

هدّكَ النواح و سَبَتكَ الذاكرة .

**

العقرب

فؤاد الكثيب

معكَ بطفولتهِ سعيد!

الرمال و الحجر و رائحة الهجران

تبتزُّ جِلدكَ

و تُطعِمُ نهايتكَ الجذلى بالوسن

تُباركُ لكَ سوط الغريب

فِتنة الضرير

كلما خانته عصاه أنْ تلمسَ شفاه الأمل

فلا تبتئس لو التبسَ عليكَ الصباح

مُدَّ يدكَ الوحيدة للخاسرين

قبل أنْ يلسعكَ الندم

ويترككَ في الخواء الدود.

**

الدلو

أطوار النبع دمع

و شهوة البُركان فم

كيفما سال في الشريان دم !

ما يؤلم الوردة.. أن يكون الغصن بحجم الليل

وأن لايكون في المنام ندى

لكَ الغُرفةُ الأولى تعلو بنا !

ولي نصيبٌ من الجُبِّ

ترابا و ظمأً طاهرا .

**

العذراء

يكتبُكِ الفجر..

آصرة مع العُشبِ الفاتن

بكِ تفرحُ فراشة القُبل و تسيح ..

كلما هززتِ آخر نجمة

إنكسر الضوء

ليسّاقط لؤلؤا بين يديكِ.

عزلاء ..

تتعثرُ برسم دموعكِ الملائكة

ولا أحد يكتبكِ الاّ برحيقِ الهواجسِ

حيثما يومضْ صمتكِ

يقتفي الخشوع إثركِ عالي السماء ...

بمرارة.

**

القوس

كلانا ينتظرُ عبارة الرعد

لو أقسمَ : بلا أثرٍ أو مطر

وكلانا سوف يمضي كفرسٍ هرِم بغتة

غطّتْ ظهره أوراق الكستناء

ولم يعُدْ قلبه جنرالا رومانسيا

يدقّ بعصاه جسد الموتى

قوس نار  خلّفَ

نشفَ ريقه، كأُضحية طاردها العيد !

**

الميزان

أكتبُ..... في الشعرِ

من رعشاتِ الشجرِ وغياب الضِفاف و السوسن

قبل أن تُغمضَ الورقة عينيها

فترتبكُ الأسماء التي حَفِظتُها

أروّض لذلك قلمي البريّ أنْ يصطاد المعنى و الوصف

عندما يكونان في متاهةِ النسغِ

كيلا أُفاجىء المتْن

على أنّ النرجس سيكبرُ

ويصير الهامش مع التراب ...

ترابا.

**

الجوزاء

البلاد ....

التي غابتْ في الأفلاكِ

تأخرتْ عن عربةٍ، بلا غزلانٍ

فاستعانتْ بغُرابِ البين

يقفُ عليها طوال الحزن

حتى اختفىتْ آخر نطفة من ظلالها.

***

زياد كامل السامرائي

 

في نصوص اليوم