نصوص أدبية

جاسم الخالدي: نحيبٌ صامت

جاسم الخالديما كنتُ  أحسـبني ازوركَ راثيا

قُضيَ النهارُ ولـــم تعدْ متشافيا

 

وأنا هنا  أمضيتُ يومي واقفاً

علّ الذي قد غابَ يطلع ثانيا

 

يمضي بك العمرُ القصيرُ مهرولاً

وقضى عليك الموتُ  إلآ مـاضيا

 

ما كنتُ أحسبُ أنّهــــا لحقيرةٌ

هذي الحياة، ولم أعِشها لاهيا

 

يا أيّها الـــــولدُ المفارقُ أمَـهُ

هلّا انتظرتْ مجيئَها متعافيا

 

ما كان عهدي أن تغادرَنا فتىً

 وأنا الذي أبصرتُ فيكَ شبابيا

 

هَبني صبرتُ فكيف أنسى بهجتي

وقد استحالتْ مذ رحلتَ دواهيا

 

هـــــــــذي ملابسُكَ التي فارقتها

ضاقت عليك، وأنت تجلس خاليا

 

ما أجمل الذوقُ الرفيعُ وأنّه

يبقى على مرِّ السنين محاكيا

 

ويضوع منها العطرُ حتى أنّها

قارورةٌ تشفي العليلَ البـــــاكيا

 

وطني أضعتُك مرتين وكلما

ضيّعتني قد عدت منك مُواليا

 

ضيعتني لمّا رحلتَ ولم تعدْ

ووجدتني لمـــــا فقدتُك باكيا

 

وبكيتني لمــــــــــا بكيتك راثياً

وتركتني وحدي أصارع حاليا

 

خذني فما عاد الربيعُ يطيبُ لي

خذني فزهرُ العمر أصبح ذاويا

 

ولدي، أيا ولدي، ايا ولدي أما

 تأتي للقيانا لقاء حـــــــــــانيا

 

  أمستْ نوافذنا تواسي بعضها

وأنينها جعـــــل العيون بواكيا

 

اصغي إليك وكل ما بي سامعٌ

حتى انين الباب يصغي شاديا

***

د. جاسم الخالدي

 

في نصوص اليوم