نصوص أدبية

فينوس فائق: ضحك بنكهة خسارة

فينوس فايقسألمحك ذات نافذة

تنتحل الضحك جهراً

وتنتعل قلبي

كرصيف عابر تحت قدميك

*

سألتقيك ذات شارع

وأنت ترتدي

عمق البحر بقساوة

بحفاوة،

تستقبل صفار أوراق الشجر

في قلبي

*

غيابك يغدق على عمري

محطات من الوقوف

تحت طفولة المطر

وشيخوخة النهار

.................

بسخاء مطر

تمر من خلف نظري

بينما أنفق على حضوري

عمرًا من ضياء بلون المغيب

بالكاد أضحك

بالكاد أقاسم النهار وجودي

لفرط وجعي

ماعدت أفتح خزانتي

إلا حين تستيقظ خساراتي

وتستعيد كبواتي صوتها

وأقفلها حين ينام الوجع في عيني

*

لم أشأ،

أن أشي يوماً

برحيق عشق

إلا حين داهمني الظلام

وأنا أرتجف احتراقاً بصقيع

مدينة لا حديث لها سوى

أكاذيب،

تمتلئ بها منابر العشاق و

خطب الخطباء

....................

تأخر الوقت في دفتر ذكرياتي

سأعد هذا المساء عشاءً لي

سأقشر خساراتي

وأغسلها تحت غيوم

مازالت تتقن فن الهطول

وأقليها بزيتٍ من النسيان

وأرُشّ عليها،

بعضا من ضحك العصافير

وقهقهات النسور

أتناولها مع شيء من نبيذ مُعتّق

وأغفو، علّني أنام نوماً أبدياً

*

ماعاد بوسع سرّي

أن يصمد

بوجه نشراتك العشقية

بوجه زلزال مرورك البهي

أدين للشوارع

بمشينا معاً

على طول أرصفةٍ في ذاكرة الشتاء

وشوارع في مذكرات الصيف

*

عذراً، لم أعد أتقن الوفاء

ماعاد بوسعي أن أسامح

الاخضرار في غيابه

لن أسامح المطر على إنقطاعه

لن أصفح عن الشمس في غروبها

لن أعفو عن الريح حين تهب و

تقلع زهوري عن بكرة أبيها

لن أسامح نفسي على انكساراتي

سأقاطع ضحكاً يتشح الخذلان في حلقي

*

سأعقد قراني على الخريف و

أنجب منه أوراقاً صفراء

بطول طريق يمتد حتى الآخرة

سأنجب منه غيوماً عذراوات

يمتنعن عن مغازلة التراب

سأنجب سهولاً ظمأى

لا يتقنَّ

فن الرقص في انتظار المطر

سأكف عن الضحك

فالضحك،

يمر بحلقي

بنكهة الإنكسار

***

فينوس فائق

......................

(*) من مجموعتي قيد الطبع ( أبعاد اللامسافة )

 

 

في نصوص اليوم