نصوص أدبية

إباء اسماعيل: من أزهار الفراشة (3)

إباء اسماعيل(قصائد قصيرة)

  


  

 رجاء

جَمّعْتُ أزهاري

فَيا حديقتي لا تقنَطي:

قنديلُ بلَّورٍ أضاءَ الأمثلةْ ...

كأنَّهُ حرفٌ على أعتابِهِ

يصحو بريقُ الأسئلةْ ...

**

ضوء

روعةُ الضوءِ الّذي

يأتي ولا يأتي

كأنَّ الفجرَ ألقاهُ وحيداً

يرتدي حلمَ الصِّغارْ ...

كُن كَنَهرٍ مِن أريجِ الشَّمسِ يجري،

كُنْ نَهارْ !

**

رؤيا

رأيتُ المَوجَ في عَينيكَ

والإبْحارَ والغَرَقا ...

كَلَيلٍ أسكُنُ الأرَقَ الفريدَ

أُباركُ النجماتِ فيكَ

أباركُ الألَقا ...

**

تساؤل

تَعَلّمتُ منهُ،

هَديلَ الحروفِ

وسِحْرَ المَعاني ...

فَكيفَ سأُمْطِرُ فيهِ

القصيدةْ ؟...

وإيقاعُ روحي

نَدىً مِن شَذاهُ

وعُمْري

بَقايا الأماني ؟!...

**

لمسة

لمستُ بقلبي

خيوطَ السحابْ ...

ترجَّعَ لي نبضةً

من نداهُ ...

على قبلةِ الفجر

يمضي إليّ

جنوناً

لأرسمَ في الليلِ سرَّ خُطاهُ ...

لماذا أخافُ الغيابْ ؟

وكلُّ المدائنِ منه تضيءُ احتراقاً

لأمحو إذن برقَ هذا السّرابْ !

**

قناديل

قناديلُ عمرٍ نَفَتْني

لأنثُرَ بعضَ الطيور

على أرضِ ذكرى اليبابْ ...

فَعدتُ إليكَ كعصفورةٍ

تحت جنحي ملاحِمُ شعبٍ

وتسبيحُ فجرٍ

لعلَّ السماءَ

تفتِّحُ وردَ الأماني

لأحمِلَ جنحي على وردةٍ

أو أباركَ رعشةَ روحِكَ

فوق السَّحابْ!..

**

مفتاح

بابي أو بابكَ

لا فَرْقْ ...

مُفتاحُكَ في قلبي

مُفْتاحي

أغْرَقَهُ الشَّرقْ ...

**

حوار

قلْتُ لَهُ:

مُتْعَبَةٌ جدّاً مِن وَجَعِ الأحرُفِ

تُشْعِلُني ناراً وَدُخانْ...

قالَ :

لأنَّكِ يا سيِّدَتي الماءُ المنْفيُّ بُخاراً

يَتَصاعَدُ مِن بَحْرِ الأحْزانْ !

**

غربة

الثلج يُكَسِّرُ أجنحتي

يا دفءَ الحبِّ تَعالْ ...

الوطنُ الغارقُ في النّومِ

اسْتَرْسَلَ في كابوسٍ

وَأنا أغْرَقَني التَّرْحالْ... !

**

فراشة

نامَت على كَتِفي الفَراشةُ

خِلْتُها مِن وَحْي روحِكَ عاودَتني

كَي أراكَ وأَسْمعَكْ ...

لكأنّها ضوءٌ أتى ثمَّ اختفى

هيَ منكَ أو هيَ أنتَ أو ...

كمْ هزَّني الفجرُ الذي منْ عطْرها

لاحَتْ مَباسمُهُ معكْ ؟!...

**

موجة شوق

نادتني موجةُ شَوقٍ

ترقصُ في الأمداءْ ...

تأتَلِقُ الروحَ

تُغَنّي شَهْقَةَ ورْدٍ

نغمةَ عشْقٍ

للوطنِ الآتي منكَ إليَّ

ومن نبضِ الغُربةِ

تقصفنا

برياحِ جديلتها السوداءْ ...

أتساءلُ :

هَلْ كَشَفَتْ أقنعةُ الكونِ خباياها

كي تفتَحَ في الأفْقِ شعاعاً

يشبهُني أو يشبهُ موجةَ روحكَ

يغْمرنا بالأحلامِ الورقاءْ ؟...

**

يا شِعر

يا شِعْرُ غَرِّد في الهوى حُلُماً

ليَصهركَ الصَّباحُ ...

يا شِعْرُ كلُّ الأمنياتِ

تَفَتّحَتْ أزهارُها

والعُمْرُ يذوي

والورودُ،

أتُستَباحُ ! ؟

يا شِعْرُ هَدِّئْ رَوْعَنا

المسكونَ في قُدْسِ السَّنا

وامْنَحْ رؤانا،

نبْضَكَ الفوَّاحَ

إذْ يصْحو الأقاحُ ...

**

أمّي

قرأتُ هُنا

حروفَ الماءِ

والأنوارِ

والزنبَقْ ...

يُفَتَّحُ في مَدى روحٍ مُباركةٍ

على غُصْنِ السَّما

الأزرَقْ...

فيا أمّي،

بريقُكِ في طفولتنا

يُعانقنا

ويغزلنا

بأنسامٍ

تُناجي حُبَّكِ الأعمَقْ ...

**

دمشق

دِمَشْقُ الحَبيبةْ ...

أَعيدي شواطِئَ روحي إليكِ

وَلا تتركيني

أُصارعُ أمواجَ عُمْرٍ

تُمَشِّطُ شَعْرَ اغْتِرابي

فَلَسْتُ الغَريبةْ ...

ولكنَّ نجمَ الغيابِ احتِراقٌ

يُثيرُ اشتعالاتِ عِشْقي

فَكَيفَ أعودُ إليكِ

لأغفو على ساعِدَيكِ

فراشَةَ شَوقٍ مَهيبَةْ !؟

***

إباء اسماعيل

 

 

 

في نصوص اليوم