نصوص أدبية
فينوس فائق: ظلال البهجة
لا زلت أذكرني
حين كنت
في ذاكرة شجرةٍ فارعةِ الطول
بذورَ السعادة
وقلباً كبيراً
*
وأذكرني جيداَ
حين كنت في حلم
زهرة ياسمين
فتاة من نسل البياض
ملأى بظلال البهجة
وشموساً متفائلة
مُعَـلِّقةً على صدري
شعاع القمر
وتفاؤل الشتاء
*
لازلت أذكر
صوت قهقهات الأزقة
ولوحة الحياة
بها شوارع
تعشق مرور الصبايا
حين كنت دهراً فوانيس ملأى بالضياء
ودهاليز تفوح منها
روائح الكلام الطيب
والعناق
كعناق القرفة والياسمين
في قدحٍ عتيق من الشاي الأصيل
*
فما عساني أنْ أفعل الآن
على كوكبٍ
لم يعد صالحا لتكاثر الكلام
ولقاء الأصوات
لم يعد صالحاً
لاخضرار قلوبنا
وبياض وقوفنا
بين ماضٍ
نحمله في إبريق الشاي
ونكهة القهوة
وروائح الليمون والبرتقال؟
*
فماذا أفعل
بحياة فيها الآلاف من الشوارع
تتوه فيها ظلالي
والكثير من المحطات
لا تنفع سوى للوداع
وأنا في الماضي
كنت كل تلك البهجة
وفي ذاكرة شجرة فارعة الطول
كنت بذور السعادة
وقلبه الكبير
***
فينوس فائق
....................
(*) من مجموعتي قيد الطباعة (أبعاد اللامسافة)
