نصوص أدبية

أحمد الحلي: حانةُ البلابل

احمد الحلييقفُ الخطأُ

طويلاً أمامَ المرآةِ

يمشّطُ شعرَهُ

يضعُ المساحيقَ على وجهِهِ

وأحمرَ الشفاهِ

ثم يتمشى بين الناس

لاصطيادِ ضحاياه

 

ليس لي جناحانِ

فأطيرُ إليكِ

كلُّ ما لديَّ شوقٌ

يتأججُ في خافقي

يطوي المسافاتِ

ويحلُّ ضيفاً عليكِ

 

بالأمسِ

سلكتُ الطريقَ ذاتَهُ

الذي أسلكُهُ اليومَ

لم تكن فيهِ هذي العثَراتُ

تذكّرتُ أننا

افترقنا

 

على مقربةٍ من خطواتِكِ

رأيتُ نحلةً تحطُّ على زهرةٍ

ثم لتطيرَ بعدَ ذلك

وتحطَّ على قميصِكِ

ومنذُ ذلك الوقتِ

وهي متشبثةٌ به

أصبحت جزءاً

من تطريزاتِهِ

 

مقفرةٌ أيامي

من دونِ أن تنبُتَ فيها

بتلاتُ ودادِكِ

قاحلةٌ أحلامي

إن لم تزرها أطيافُكِ

 

تباهت الأشجارُ

في ما بينَها

قالت شجرةُ الرمانِ:

ثمرتي

هي الوحيدةُ بين الثمار

التي تبعثُ للقلبِ تحية

قالت النخلةُ :

فقط من لديه القدرةُ

على الصعودِ إلى السماءِ

سيحصُل على ثمري

قالت شجرةُ التينِ :

يكفي أنني لدى البلابلِ

حانة

***

أحمد الحلي

 

 

في نصوص اليوم