نصوص أدبية

آشتي كمال: قارئ الفنجان...

اشتي كمالأسير ببطء هذه المرة عل أن تتعثر قدمي بحفرة تنقلني إلى عالم آخر، عالم مبني على... على (جلا... شيء) لا أنغام الموسيقى الأحب لقلبي ولا حدائق مزينة بكتب القدامى، ولا سلالم زينت على أطرافها قصائد حفظتها عن ظهر حب ولا .. ولا حروفه المكتوبة على جدار قلبي.

نعم حروفه هي التي أيقظت في داخلي الرغبة بالبكاء دون أن أعرف السبب..

هذه الرغبة صارت تلاحقني كلما قرأت له سرًا وعلنًا.. يظنون الوقوع في حب الحروف فَخًا وأنا أؤكد.. أنه فَخ من نوع آخر فَخ حد الوجع أرسلتُ له مرسالاً بوريقة صفراء كتبتُ فيها بخط رديء كي لا يفهمه غيره:

- لِمَ تكتب حينما ينام العالم؟!

رد بخط أكثر رداءة:

- كي تقرأيه أنتِ فحسب..

طارت الوريقة هذه المرة وقطعت سلسلة مواصلة الحوار، بقيت عبارتي غير الكاملة تهوى في الريح: "لا طاقة لي لقراءة المزيد

أنتَ تساومني في وجعي ...."

تبصصت فوق بيوت الحي وهذه العملية لم تخفف الوجع بل زادته أوجاع عشاق ليس في جيبهم إلا حلم خريفي صغير أشبع بأوهام مطر الصيف.

**

كلما ولد في داخلي استفهام غير كامل وجدتُ الرد على صفحته (الفيسبوكية) بطريقة عجيبة! كيف استطاع أن يقرأ ما في داخلي

إذ نشر على حائط صفحته...

"خوفًا عليكِ اكتفيت بمداعبة كفك لأخبرك ستبقين وحيدة إلى أن...."

- إلى أن ماذا....؟!

- إلى أن تقعي في حبي ..

- لكنك مجرد قارئ فناجين و...وكفوف!

"ربما.."

وهذا الحوار استرجع لي حينما ألتقيته كغريب في سوق قديم يضج بالمارة:

- قلتُ لكِ أنني أجيد قراءة كف الصبايا وفناجين قهوتهن.

- .............!

هذه كانت المرة الأولى التي صادفته مدعيًا أنه يقرأ كف الصبية قد أنزل عليه وحي من إله لم أشغل نفسي بمعرفته ..

**

من كان يصدق أنه احتفظ بفنجاني المخدش حتى وهو على فراش الموت أوصى الطبيب أنه فنجان مُقدس من ينظر إلى عمقه سيصبح كاتبًا من الطراز الأول ..

لم يضف إلى اسمه صفة (الكاتب) إلا بعد رحيله الأبدي حينما تكفل صديقه الطبيب بطباعة روايته الأولى والأخيرة "قارئ الفنجان...." لتفوز بجائزة رمزية وصل صيته إلى موطني القديم ليزرع في ذهن كل روائي أن يعزف عن عالم الكتابة إلى أن يصل لتلك الشيفرة أنا أقول شيفرة وغيري يقول إنه لغز .. والاختلاف هنا لا يؤدي إلى النتيجة.

***

آشتي كمال - العراق

 

 

في نصوص اليوم