نصوص أدبية

فينوس فائق: مثل ريح عاتية

فينوس فايقمثل حبة تراب أرقد

تحت قساوة صخرة

وأعشق جبلاَ يشبه الله

في تقاسيمه الليلية

**

مثل أشعة شمس فانية

أرتشف الضياء

وأعصر الظلام

وأودِعُ سري

في كنفِ مساء بتوقيت قصيدة

**

مازال إيماني عميقاً

بأن العمر زقاق من الاحتراق

قبل ألف عام بتوقيت فجر

سرتُ فيه

ونزعتُ عني الأرق

وارتشفتُ آخر كؤوس الضحك

**

توشك عيناي على الرحيل

تكاد يداي تسقطان في الغياب

أكاد أموتُ مغرمة

هاجس الموت يعتصرني

و ...

مثل ريح عاتية

أكسرُ شباك هذه العتمة

وأعشقك حتى الفراق

**

أن اُصاب بالأنوثة

يعني،

أن أمزق عذرية الصوت،

وتقويمك الأحمق

وأحرقه حتى الغثيان

**

سأقشِّر عني عباءة القبيلة و

أتقيأ دساتيرك و

قوانينك وشرائعك كلها

سأمتهن تزوير التأريخ

لأكون جديرة بنعش

أستلقي فيه عارية منك

فأكون جديرة بنفسي

**

سأزوّر تأريخ هذه البلدة

سأغير اسمها

الذي لا يناسب

مزاج الطغاة

ولا هيبة القتلة

**

سأستعيرُ خضرة الأشجار

وأصبغ ناصيات الشوارع

بأنفاس الصبايا العذراوات

وأمزق لافتاتٍ

تُمجّدُ الطاغوت

ولمعان الأغلال في المعاصم

**

سأغلق فمي و

أصادرُ الهودج

ونحيب الغواني

كمرور نهر

بحقل عبّاد الشمس

سأقطعُ خاصرة الكلام

وأقتل الصمت في فمي

وأطلق سراحي

**

سأكتب تأريخاً حجرياً

يصف هذه البلدة بالخيانة

ينعتها بالتعنت والذل

......

........

فهل جربت يا سيدي

أن تُصاب يوماً بالصمم

أو تُصاب بالبكم

أو يحمّلوك

وزر خطيئة بين فخذيك؟

جرب يوماً أن تُصاب بالأنوثة

وتُهان باسم العفة و

يوارى جسدك خلف صدأ العقول

فيصادرون الأساور والحجل و

الخلخال والكحل و

المسك الذي يختبئ تحت أذنيك

جرب أن تكون أسير غشاء رقيق

يورثونك به "شرفاً" و

يصلبونك على جدار القبيلة

فتقرع الطبول و

ترتفع الأهازيج

ويذهبون للنوم

مرفوعي الرأس

ليدخلوا الجنة من أوسع أبوابها

**

سأزوّر تأريخ هذا البلد

وسأكتب عنواناً مقززاً

وديباجة مقرفة

وسأملأ صفحاته

بالنحيب والصراخ

سألوّن ما بين السطور بدمي الأحمر

وأنوثة حبلى

بسر مدفون

بين جدران هذا المعبد

**

سأزوّر تأريخ الرجل و

أفتح صدري وصوتي

موارباً لذكورتكم

موارباً لشرف القبيلة

**

سأزوِر اسم أبي و

أتمرد على ذكورة القبيلة

سأفض بكارة الكلام

وأفتح الباب على صوتي

فلم يعد كل هذا الزيف

يناسب خصري

ولا ثوب القبيلة يكفيني

فعباءة أمي

لا حاجة لي بها لتغطي عورتي

فكل العورات في العقول

كسموم صرنا نستطعمها كالحليب

سأمزق فستاني الطويل و

أمشي عارية بفكري

**

سأمتهن تزوير التأريخ

لأكون جديرة بنعش

أستلقي فيه عارية منك

فأكون جديرة بنفسي

***

فينوس فائق

...................

(*) من مجموعتي قيد الطباعة والنشر (أبعاد اللامسافة)

 

 

في نصوص اليوم