نصوص أدبية

عبد اللطيف الصافي: أنَ الأوانُ

عبد اللطيف الصافيآنَ الأوانُ

كيْ تقولي لذاكَ الطائرِ

القابعِ بيْن النورِ والظّلام

أن يعبرَ نهرَ الكلام

إلى ضفافِ الحلمِ المباحِ

و أن ينزلَ من جوْف الغَمام

إلى حقلِ البواحِ العذْب

محفوفاً بالنّدى الرّطب

أطيافكِ المفْعمة بالشَّمس

ترْفل في أغلالٍ ثقيلة

تسندُ ظهرها إلى جذعٍ من دخان

وفي عينيكِ وميضٌ طافحٌ بالصّمت الموجع

مثلُ سماءٍ حُبلى بألف غيمةٍ

يفضح سرا كان مخبوءا تحت ملاءة الزّمان

منذ أن قيل له كنْ فكان

كلما خاطبتُ قلبكِ الذي ينبض بكل الفصول

أشعرُ بنار التجاهل تحرقني

و كلما تحسستُ شفتيك عند مطلع الحلم

أرى عشباً اخضراً لا يكفّ عن التنهّد حسرة

فمِمّ تهربينَ يا حبيبتي؟

وإلى أينَ تهْرُبين؟

كلُّ الطُّرق تؤدِّي إلى قدرٍ محتومٍ

والنّفقُ الذي تريْنه أفقاً مجْهولا

ليسَ إلا كوّةَ ضوء في سَمائنا الحَالمة

آنَ الأوان

كيْ تُبلِّلي نظَراتكِ العطْشى

بشيء من الجنون

وتنْتشِلي طائركِ منْ وراءِ القُضْبان الباردة

فأنا هُنا في انتِظارهِ

لأطْعِمهُ نَشيداً منَ القُبل

***

عبد اللطيف الصافي/المغرب

 

 

في نصوص اليوم