نصوص أدبية

صادق السامرائي: طاقة العدوان!!

صادق السامرائيطاقةُ العُدوانِ فينا أوْلعَتْ

نارَ حَرْبٍ للبَرايا سَجَّرَتْ

 

دونَ عَقلٍ خَلْقُها فيها كَبى

بنفوسٍ نحْـــوَ شَرٍّ أمَّرَتْ

 

أيْنما طِفنــــا وَجَدْنا خائِباً

وحُشوداً بالخَطايا أمْعَنَتْ

 

بيْنَ جُوعِ ثمَّ فُقرٍ مُدْقِـــــعٍ

وثَراءٍ لوحوشٍ قدْ سَطَتْ

 

ثرْوَةُ الأرْضِ بخَلــــــــقٍ إثْمُها

وعلى الآفاقِ صارَتْ واسْتوَتْ

 

وعيونُ الناسِ أعْماها الضَنى

ودُموعُ الـــروحِ مِنْها أُهْرِقَتْ

 

وبَرايـــــا بضَلالٍ إخْتَبَتْ

وبضيْمٍ عِندَ ترْبٍ إنْتَهَتْ

 

طبْعُ غابٍ لا يُدانى طبْعُنا

أقوياءٌ بضَعيْفٍ فتَّكَـــــتْ

 

ما لنا عَنها خَيارٌ عادلٌ

إنَّما العَدْلُ لذاتٍ إعْتَلتْ

 

كُلّ إنسانٍ يَراهـــــــــا كوْنَهُ

وبهِ الأكوانُ ثارَتْ واعْتدَتْ

 

شَأنُها الأيّامُ ســــاقَتْ رَكْبَنا

نحْوَ صَمْتٍ وغِيابٍ إهْتدَتْ

 

نكّأتْ جُرْحاً وجُرْحاً أحْدَثَتْ

وبجُرحٍ لجِـــــراحٍ أوْغَرَتْ

 

إنّها دارَتْ وجاءَتْ غيْرَنا

ورُؤاهـــــا بحَديدٍ أطِّرَتْ

 

لعْنةُ الجلمودِ فاقَتْ وَعْيَنا

بدِماءٍ ودِمـــــاءٍ خُضِّبَتْ

 

يا نَجيعاً دافقاً فوقَ الثَرى

دَوْحةُ الأحْلامِ مِنّا أثْمَرَتْ

 

كلُّ جيلٍ داسَ جيلاً بَعْدَهُ

وكذا الأجْيالُ عنّا إنْزَوَتْ

 

طاقةٌ خابَتْ وأخْرى أرْمَضَتْ

وقلــــــوبُ النشأ منها إكْتَوَتْ

 

فلماذا نَتوارى خَلفَــــــــها

وامْتلكنا كنزَ أمٍّ أشرَقَتْ؟

 

يا رَغيْبَ النفسِ يا جَذوَ الوَغى

إسْحَقِ الــــــدونَ بنَفسٍ إرْتَقَتْ

 

بينَ لوْمٍ واسْتكانٍ هـــادئٍ

ونُزوعٍ لرَغيبٍ أضْمَرَتْ

 

مِحْنةُ الإنسانِ في ذاتٍ حَوَتْ

خُلـــــقَ الترْبِ ومِنْهُ إرْتَوَتْ

 

قالتِ الأيّامُ دَعْها كيْ تَرى

فتَمادَتْ بخَيـــــالٍ وانْتهَتْ

 

بلجامٍ مـن حَديدِ المُحتوى

قُيِّدَتْ روحٌ بنَفسٍ إنْبَرَتْ

 

كحِصانٍ لهواها قد مَضَتْ

بجُمــــوحٍ فائقٍ ثمَّ اشْتَكَتْ

 

بشـــــــرٌ ناءَ بباءٍ قابضٍ

كقِناعٍ فوقَ رأسٍ أُلبِسَتْ

 

فتَعلمْ كيْفَ تَبْني صَرْحَهـــا

واطْعمِ النَفسَ مُراداً إشْتَهَتْ

 

وتَهادى بفَضـــاءٍ غامِضٍ

وتَلاشى برياضٍ أشْحَبَتْ

 

إنّنا كونٌ وكــــــــونٌ ضَمَّنا

وعلى الأفنانِ روحٌ غَرّدّتْ

 

ما تسامى الوعيُ حيناً واسْتقى

من فيوضٍ فـــي سَماءٍ أبْرَقَتْ

 

يا مُنى روحٍ بنفسٍ قيْدُهـــــــــا

هلْ سَننأى ولنا النَفسُ احْتوَتْ؟

 

أكلَ الترْبُ وعاءً خاوياً

وأراها لعلاءٍ أبْحَرَتْ

 

يا سماءً برمــــــــوزٍ زيِّنَتْ

أطفأتْ ناراً ونوراً أوْمَضَتْ

 

كسَبتْ فيها علـــوماً لا تُرى

ثقلتْ حتى تهاوَتْ وانْزَوَتْ

 

أمّةُ الأخْلاق يا أسَّ الرؤى

ذلكَ الــــرأسُ نُهاهُ إنْطوَتْ

 

فلمــــــــــاذا بمَدارٍ سيْرُها

وخطانا إسْتدارَتْ وانْحَنتْ

 

عالــــــــــــمُ الغَيْبِ يَرانا كلنا

فاجْعلِ الفِعْلَ بَصيْراً ما دَعَتْ

 

سُلِبَ اللبُ وسادَتْ نَفْسُنا

إنَّهُ عَبْدٌ مُطيعٌ مـــا هَوَتْ

***

د. صادق السامرائي

22\11\21

 

 

 

في نصوص اليوم