نصوص أدبية

المولدي فرّوج: عرس النار

المولودي فروججئنا على وقْعِ الفجيعةِ

نَقْتفي حَجرًا

يدُلّ السّائرين على الجِدارْ

الماءُ شَقَّ التّيهَ من زمنٍ

ليبحثَ عن مدار

فجأةً، سقَطَ الجِدارْ ...

تشرّبَ الحَجرُ الأصمُّ ظلالَه

لا وقْتَ للماءِ الذي

قدْ خانَ نبْعَه...

كيْ يعودَ إلى السّماءِ

لا وقْتَ للبحْرِ الذي ابْتلعَ الرّياحَ

لكيْ يُبلّلَ رمْلَنا

النّارُ تسْتبقُ الخيانةَ كي تفُوزَ بجَمْرِها

والنّارُ أعْطتْنا احْتمالاً للحَريقْ

عشْرين عامًا

والبلادُ تُعِدُّ عُرْسَ النّار

من قشّ الغريقْ

عشْرين عامًا

ثم أكثرَ في المَضيقْ

ها قدْ كبُرْنا

ها قدْ هَرْمْنا

قبل أن نجِدَ الطّريقْ

*** 

يا بحرُ شِبْنا في اخْتبارِ النّوءِ

ذوَّبْنا ثُلوجَ العُمْر

ذوِّبْ شيْبَنا زَبدًا لِصمْتك وانتصِرْ

خُذْ قطرةً يا بحرُ، تكفي،

لتفيضَ كأْسُ الغُبن فينا

كي نقول

ما كانَ يَلزمُ أن يقال

من حجْرة سُحِبَتْ......سَقَط الجِدارْ

من قطْرةٍ سُكبتْ......فاضتْ بحار

من زهرةٍ سُحقَتْ

تناسلتِ النّيرانُ في جَسدِ الشّهيد

تساقط الذّئبُ المُهيّأ للفرارْ

وهوَى الجدارْ

لكن هرِمْنا

قبل أن نَجدَ المَسارْ

**

قُلنا لأطْفَالِ الشّوارعِ

لا تكُونُوا مِثلنا

إنّا هَرِمْنا ...كي نُعدَّ شبابَكم

إنّا هُزِمْنا... كي نَمدَّ رِكابَكم

كنّا نهيّئُها الحقولَ لترتَوي

ونعدّ جالبةَ المطرْ

ونراودُ الصّيفَ الذي يأتي جحُودًا

كيْ يَحنّ على السّحاب

كنا تلمّسنا البدايةَ في الضّباب

ونحسبُ الأيّامَ قد تأتي بنصْرٍ

من دُعاءِ الواقفين على الهِضاب

كنّا على وشَكِ الهِوايةِ

من بين أجْنحةِ الغراب

خِفْنا،

تشبّثْنا بمنقارِ الغُرابِ ليسْتَوي

لكن هرمْنا

قبْل أن نطأ التُّراب

**

كنّا على قدْرِ الأمانةِ

صرتم ... على وشَكِ الخيانةُ

قال الصبيُّ

وقد رأى في الكفِّ دربًا

سوف يرسُمه الشّباب

والذّئبُ يحرُسُ جّبْنكم

...لا لم نصدّقْـ (هُم) ولكنْ...

سقط الذّراعُ من الصّوابِ

إنّا هُزمْنا

ثم خِفْنا

أن يجيءَ بكُمْ

زمنُ الضّبابِ إلى السّرَاب

أن يسيرَ بكم

زمنُ الحجاب إلى النّقاب

***

المولدي فرّوج

 

 

في نصوص اليوم