نصوص أدبية

سامي العامري: تريد لُقيا الندى

سامي العامريقبَّلتُها وأنا لم أدرِ ما السببُ

لكنها فاجأتني وهـي تنتحبُ

 

قالت أنا أمُّ هذا الحبِّ أجمعِهِ

فقلتُ إنــــــي أنا أمٌّ له وأبُ!

 

يا ليتَ أذني غزاهـــا عاجــــــــلاً صَمَمٌ

عن همسة الرعد، أمْ في عينيَ العطبُ؟

 

إنَّ المنافي إذا تخبو مواقدُها

فدونَها عدمٌ لم يلغهِ الصخبُ 

 

فـــي كل يوم لهــــم زَوْغٌ يسابقهم

عند الحديث وشعَّ الفحمُ لا الذهبُ

 

تريد لقيا الندى أو مَن تندّوا فلا

 تلقى لهم أثراً أم إنهم شُطِبوا؟

 

فقراً هو الغيم يرمي في شوارعهم

يا جالساً رَمَـــــلاً، جلساتيَ الخببُ

 

عاماً جديداً ورأسُ العام مثلُهمو  

 بلا دماغٍ ولا كأسٍ ليضطربوا

 

هـــذا دعائي وقد أُبدي مُسامَحَةً

 بأنْ أبو بريصَ أكوانٌ لها ذَنَبُ

 

بطني صحارى، فضاءٌ زانَهُ صَلَعٌ

 والكفُّ تبكي له لا العينُ والهُدُبُ!

 

ودائماً لا وصــــالٌ لا ولا حبقٌ

 إلاّ وعودَ غدٍ يا أهلَنا احتطِبوا!

 

وبيضةُ الديك كم ذا كنتُ أسلقُها

وماؤها ليس يَغلي، ليس يلتهبُ

 

  فانقضَّ في قِدْرها برقٌ فأبهجني

كما وسيقتْ لهــا من شاهقٍ شُهُبُ

 

إنْ يخدعونـــي فقبلاً كان سيّدُهم

 قد حاول النيَلَ مني فاعتراه رَبو

 

أو يصرعونـــي فينبوعُ العنــــــاد أنا

لكنْ سيصرعني فوق الربى الطَرَبُ!

 

إلقـــــي بحضنيَ بستانَينِ، غيمُهما

خداك، أمّا لَدربي فالصُّوى العنبُ

 

قد عانق القلبُ قبلَ الجسم قامتَها

 وعندها كُشِفتْ للعاشق الحُجُبُ

               ***

سامي العامري - برلين

كانون الأول 2021

 

في نصوص اليوم