نصوص أدبية

عبدالإله الياسري: رزيئة عروس

عبد الاله الياسريصوتُ عُرسٍ أَم ذا نشيجُ نُــواحِ

لعروسٍ زُفَّتْ زفافَ الأَضـاحي؟

أَيُّ حـزنٍ يلــوحُ في مقـلتيهـــــا

وســكـوتٍ يُغني عن الإِفصــاحِ

أَخــذوهــــا لأَشــيـبٍ مُتصــابٍ

أَخـذَ طيــــرٍ لشـفــرةِ الذبَّــــــاحِ

تاجـــرٍ فاجـــرٍ وضيــعٍ رقيـــعٍ

جـاهــلٍ سـافــلٍ حقيــرٍ وَقَــــاحِ

إِستبــاح الجَمـالَ بالمـالِ رَغْمـاً

يـالَـوردٍ ــ بعاصفٍ ــ مُستبــاحِ!

فزعتْ,إِذ بَدا لهــا,فَــزْعَ طفــلٍ

من ظــــلامٍ يَكتـظُّ بالأَشـبـــــاحِ

راعَـهــــا نَــزوُه كــــأنَّ يـديـــهِ

مخلبٌ راعَ بلبــلاً في الصبـــاحِ

مَسَّـتا شَعرَهــا فأَوشــكَ أَنْ يَبْــ

ــيَضَّ شَـيبـاً من مَسَّـةٍ  بالــراحِ

مَـرَّ من فـوق صدرِهـا مُسـتـلِذّاً

مَرَّة الوحشِ فوق طيبِ الأَقــاحِ

مـا بـــه من فـؤادِهـــا حُرُقــاتٌ

أَو رذاذٌ مـن جفنِهـــا النـضَّــاحِ

هـي في نحسِ أَزْمَـةٍ وعـــذابٍ

وهو في سعــدِ نشوةٍ وارتيــاحِ

قـاومتْــه بصمتِهــــا.مالديـهــــا

غيـرُ آهٍ ,وعبــرةٍ من ســـــلاحِ

غَرزوه في روحِهــا بابتهــــاجٍ

كانغــرازِ المسمارِ في الأَلواحِ

وتَـواصــوا على أَذاهــا رُمــاةٌ

بسهــــامِ الشُمَّــاتِ والنُصَّـــاحِ

بيــنَ نـــاريــنِ:عــاذلاتٍ لَــوَاهٍ

بـأَسـاهــا،وواعظاتٍ لَـــواحي

فتَمشَّى العـــذابُ في مقلتيـهـــا

كتَمشِّي الخـريــفِ في الأَدواحِ

أَلـفُ آهٍ علَى رياضِ هواهـــــا

مزَّقتْ وردَهـا نيـوبُ الريـــاحِ

وانطوَى سـحرُهــا كأَنَّ فَرَاشـاً

لم تَطفْ حول عطرِها الفــوَّاحِ

وكأَنَّ الغمــــامَ لـم يحتضنْهـــا

بــذراعٍ من سَــلْسَبيــلٍ قَـــراحِ

أَلــــفُ آهٍ،وأَلــــفُ آهٍ.تَـلظَّــتْ

بـزفـيـــــرِ المُعـذَّبِ المُلتــــاحِ

بين موتٍ ــ لوخُيِّرَتْ ــ وحيـاةٍ

لاستماتتْ فَسْخاً لــ (عقد نِكاحِ)

أَزواجٌ هـــذاكَ حقَّـاً أَم اســـــمٌ

مُســتعـــــارٌ لزهقـةِ الأَرواحِ؟

أَيـن منهــا طبــولُ عـدلٍ وحَقٍّ

ومـزاميـــرُ قـادةِ الإصــــلاحِ؟

قد أَغَصُّوا سوقَ النضالِ ولكنْ

ليس فيهــمْ من صادقٍ جَحْجاحِ

طُلَّ طَلَّ الدمـــاءِ حُلْـمُ صِباهــا

بين سيفِ (الحجَّاجِ) و(السـفَّاحِ)

تلك عُقبَى صمتِ النساءِ وعُقبَى

كـلِّ خـوفٍ من وثبــةٍ وجمــاحِ

ليس عند الظِبــاءِ وسْطَ حِصـارٍ

غيرُ فكِّ الحصــارِ بالإجتيــاحِ

لاتَهــابُ الـذئـــابُ إلَّا جريئـــاً

مثلَهــا بارِزاً لهــا في السَّــــاحِ

ليس في القومِ من نصيرٍ لمِعطَا

ءَ وَلــــودٍ وخِصْبَــةٍ مِمــــراحِ

لا التفــاتٌ إِلا لــذي ثــروةٍ في

أُمَّتـي أَو ذي قــــوَّةٍ نَـطّـــــاحِ

إنّ بُعــدَ الشـعـــوب عنَّـا رُقِيَّـاً

كالثريَّـا عن سَـبْسَـبٍ وبِطــــاحِ

أَيَّ خطبٍ جلوتُ؟هل أَنا في طَيْـ

ـــفِ منــامٍ أَويقظـةٍ أَومِـزاحِ؟

أَو أَنـا المُثخـنُ الـذي قـد تَجلَّى

لجريـــحٍ بمظهـــرِ الجـــرَّاحِ؟

أَأُداري لهيــبَ غيـري وأَنسَى

مـا بقلبي من لاهــبٍ لفَّــــاحِ؟

مُثبِتٌ في الحَشَا همومَ البرايـا

ومُـزيــحٌ بهـنَّ هـمِّي ومـاحي

مُزِجتْ زفـرةُ السبايـــا بلحني

ودمــــوعٌ لهـــنَّ في أَقــداحي

بنِـــداءٍ لهــنَّ أَشــتــاقُ صوتاً

لـرؤومٍ ــ ثكلتُهــا ــ مِسـمــاحِ

قد سقتني حتّى سكرتُ كؤوساً

مـن حنانٍ وصبــوةٍ ومِـــراحِ

يا إِلهي!حَوَّطتُ باسمــكَ حبَّــاً

من أَذَى كـلِّ حاقـــدٍ مِلحـــاحِ

وإِنــاثــاً مُطَمْأَناتٍ ســلامــــاً

من هجـومِ المُذكَّــرِ المُجتـاحِ

عَقَّ أُمَّاً ـ ماكان لولا رضاهاـ

جاحداً نبعَ خيرهـا والسمــاحِ

يالَهولِ اغتصابِ حوَّاءَ جهراً!

باسمِ عرسٍ مُحلَّـلٍ ومُبـــــاحِ!

أَأُعزِّي بصدقِ حـزني ذويهــا

أَم أُهنِّيهـــمُ بكذب انشــراحي؟

أَأَنــا خـالــطٌ مَشـيـنــاً بـزَيـــنٍ

ومَشـوبـاً بخالـصٍ وصُـــراحِ؟

كيف أَقوَى على السـرورِ نفاقـاً

بمُصابٍ قد هِيضَ منه جناحي؟

             ***

أَيُّها الراقصونَ كفّوا عن الرَّقْــ

ـصِ على مقتـلٍ ونزفِ جـراحِ

إنَّ هـذي ضحيَّــةَ الظلــمِ أَولَى

بحَنــوطٍ مـن بـدلـــةٍ ووشـــاحِ

أَتنوحـونَ ساعـــةَ العيـدِ حُمْقاً

وتُغنُّــونَ ساعــــة الأتــــراحِ؟

وتُذِلّـونَ موجـةَ النهـرِ جهــلاً

وتُعِزّونَ آسِـنَ الضَحضَــاحِ؟

مابرحتـمْ حربـاً علَى كلِّ حــرٍّ

مُســتنيـــــرٍ وواهـبٍ منَّــــاحِ

مـاأنـا منـكـــمُ.دعـوني وعقلي

بجنوني استقــامتي وصلاحي

إنّني كـافـــــرٌ بليــــلِ المَلَـــذّا

تِ وليـلِ الأَعراسِ والأَفـراحِ

واغتيالِ الإِنسانِ باسـمِ الديانـا

تِ وباسمِ النصوصِ والشُـرَّاحِ

سوف أَبقَى رغمَ اغترابٍ مُشعَّاً

في منافي الظــلامِ كالمصبـاحِ

أَتحـدَّى جوارحَ الصمتِ غِرِّيـــ

ـداً طليقَ الجناحِ ثَبْتَ الصداحِ

طامحاً في ربيــعِ جيـلٍ جديـدٍ

مُزهرِ الوعيِ مُورِقِ الإنفتـاحِ

وارفِ الظـلِّ بالبسـاتيـنِ لكـنْ

من طماحٍ أَشجــارُها وكفـاحِ

مُقتفي العقـل لا الخرافة نهجاً

لــصبــــاحٍ مُنـــوِّرٍ وضَّـــاحِ

أَتقــرُّ العيــــونُ يومــاً بهـــذا

قبـل موتي وهَمْدَةٍ لصيـاحي؟

واختتامي معيشــةً لـم تكنْ إِلّا

كما كانت في أَسىً بافتتـــاحِ؟

أمْ ليـــالـيَّ أَقفلـتْ عليَّ أَبــوا

بَ رجائي وليس من مفتـاحِ؟

***

عبدالإله الياسري

 

 

في نصوص اليوم