نصوص أدبية

جاسم الخالدي: تداعى الصحو

جاسم الخالديعلى قيدِ الحياةِ بقيتُ وحدي

وغادرنــي الأحبةُ دونَ ردِّ

 

ولي صوتٌ قويٌّ كان يومًا

يشدُّ السمعَ فــي قربٍ وبُعدِ

 

ولكنّي وصلتُ الـى طريقٍ

طويلٍ قد توارى فيهِ ودِّي

 

فيا خِلّــي متى يأتي لقـــــــاءٌ

تضيءُ بنورهِ ديجورَ وجدي

 

مضيتَ على خطاك فحدتَ عنِّي

ولـــــم تبلغْ خطاك الدربَ بعدي

 

فيا شمسًا يغادرني ضياها

وياقمــــــرًا يحدثني بصدِّ

 

سئمتُ النوحَ والأبوابُ ثكلى

ولا مــــن طارقٍ ليفكَّ قيدي

 

تعافى الناسُ من  همٍّ وداءٍ

ولم يعدِ البلاءُ اليومَ يُعدي

 

ولكنٍ لـم تطبْ ممّا تعاني

وما زالتْ حياتي في تردِّ

 

تداعى الصحوُ والأحلامُ تمضي

"ومـــن يجزيك عـــن ودٍّ بودِّ"*

 

أمـــــــا كنَّا نجالسُكَ الليالي

وفقدُك لم يكنْ يومًا بخُلدي

 

كأنَّكَ لــــــــــم تكنْ يومًا حبيبي

ولم تهجعْ على صدري وزندي

 

ولمْ يطربْكَ إنشادي وشعري

ولم يشْغلْكَ دمْعِي فوقَ خدِّي

 

أما تقْوى على ردِّ انكساري

بطيفٍ زائرٍ من دونَ وعدِ

 

تحلّقُ فــــي سمائي مثلَ طيرٍ

ونسعدُ في رجوعِكَ أيَّ سعدِ

***

د. جاسم الخالدي

.........................

* الشطر للشاعر أحمد شوقي.

 

 

في نصوص اليوم