نصوص أدبية
زهيرة المالكي: طيف
تقول لطيفه لمّا تجلّى:
لهيبُ الفراق
كوى الرّوحَ
منّي
ومادتْ بيَ الأرضُ
لمّا رحلتَ
فكيْفَ هجرتَ
ولم تحتضني؟
ألستَ حبيبي
وشمعَ دروبي
الست الأمانَ
وكلّ الرّجاء؟؟
يقول لها:
سلاما سلاما وبردا
انا الآن نور بهذا
الفضاءْ
وطير تغنّى بورد
المساءْ
وطيفٌ
وفَيْءٌ
انا الآن
ماءْ
فهل تسمعينَ
خريرَ السّواقي
ولحنَ الطيور
وهمسَ المساء؟
انا الآن ماءْ
انا الآن
ماءْ
فلا تظمئي
يا ملاكي الحبيب
فإني
الغيومُ
وإنّي الرّياحُ
ومُزْنُ
السّماءْ
انا الآن
ماءْ
فمُدّي يديْك
لِنَبْعِي
وفَيْئي
وضُمّي حنيني
ولا تتركيني
فأنت سفيني
إذا ما غرقتُ
وانت لقلبيَ نعم
الوفاءْ
ولستُ احبُّ
الفراقا
وإنّي أموتُ
اشتياقا
وأشهد أنّي
تركتُ فؤادي
وكلَّ ودادي
لتلك العيونِ
وإنّي أسيرٌ
لتلك الجفونِ
فبعضي هناكَ
و بعضي
هنا
أنا الآن
ماء
**
فتعدُو إليه لتطفي الحريقْ
وتكْرَعُ تكرعُ حدّ
الرّواءْ
يقول:
سلاما سلاما
و بردا
أنا الآن ماءْ
أنا الآن
ماءْ .
***
زهيرة المالكي ( زينة)