نصوص أدبية

سامي العامري: عذباً لا عذاباً

سامي العامريدوائي صـــــــــار منذ البدء كيّا

ووســـــــطَ جزيرتي كنتَ الوليّا

 

ولا جُزُرٌ هنـــــــــاك اليومَ ظلّتْ

ولـــــــــــــكنْ عُصبةٌ نفقتْ بطيّا

 

بهم تهوي الرمالُ ســوى غزالٍ

نجــــــا وبيَ اهتدى فازددْتُ غَيَّا !

 

يكون العونُ في عُرف الندامـــى

كــــــــــعرف الديك وضّاحاً جليّا

 

ولـــــــــــــــــــكنْ عونُهُ كرٌّ وفرٌّ

وما مــــــــــــن حيلةٍ تخفى عَلَيّا !

 

وأدري ما يحضِّرُ مــــــن  فِخاخٍ

قريباً كــــــــــــان مني أو قصيّا

 

يورِّطُ كـــــــــــــــلَّ كهلٍ أو فتيٍّ

ومَن ما انفكَّ فـــــــي مهدٍ صَبيّا

 

ولســــــــــتُ أريد تشريحاً لحالٍ

بها استعصــى الخيالُ وعَيَّ عَيّا

 

تصافحَ فــــــــي دمي قلقٌ وشكٌ

كمعتزِلٍ يصــــــــــــــافح قُرمطيّا

 

أبو غْريبٍ بســـــــــــاتينُ اتَّقتني

وغاب مُســـــــــامِري أختاً وخَيّا

 

ولســـــــــــــتُ بعاقدٍ أملاً عليهم

ولا أنسى ازدرائي مشــــــــرقيا

 

ولستُ بواثقٍ مــــــــــن دَرْدبَيسٍ

فخنقُ الحيزبونِ علــــــــــى يديّا !

 

ولا فــــــــــــــي حاكمٍ فظٍّ  وثوقي

وإنْ ملأ الأزقــــــــــــــة مَستكيّا

 

ولا الدينارِ غوّاصـــــــــــــاً مُعَدَّاً

وفـــــــــــــي القيعان منقَطِعاً تقيّا !

 

بلادُكَ كهفُ إفلاطــــــــونَ يحوي

هوى شعبٍ تَلَخَّصَ فــــي (خَطيّا)

 

ويحرجني هــــــــــــــنا كبَراقشيٍّ

صباحاً فاطراً بــــــــــيْ أو عشيّا

 

عواءٌ ليــــــــــــس أرخمَ منه لحناً

ويُغري مَن بدمعي قـــــــــــد تزيّا

 

أماناً جدَّتي إذْ قلــــــــــتِ: عظمي

يرقُّ ليُشــــــــــــبِهَ اللحمَ الطريا !

 

ســــــــــؤالي ثاقبُ النجماتِ طُرَّاً

كـــــــــــــــــمنقارٍ أتى رَطَباً جنيّا

 

وَرَدّاً رمـــــــــــــتُ عذباً لا عذاباً

ويصـــــــــــفو  لا ليُشرَحَ باطنيّا !

 

فإنْ أعتبْ فلــيْ عَتَبٌ على مَــــــن

أهانــــوا بالســــــــــــماح المَجَدَليّا

 

مظاريفاً ســـــــــــــأرسل كـــلَّ آنٍ

وأرفقُ للإلــهِ النــــــــــــــاسَ طَيّا

***

سامي العامري - برلين

كانون أول ـــ 2021

.............................

* ـ قال صفي الدين الحلي ناقداً وساخراً من بعض الألفاظ في اللغة:

إنما الحيزبونُ والدردبيسُ

لغةٌ تشمئزُّ منها النفوسُ .

** كهف إفلاطون: فكرة إفلاطون الجوهرية في هذا المثال أو النظرية هي أن ما اعتدنا أن نراه قد لا يكون الحقيقة وإنما هو محض ظلال مخادعة وعليه فالحواس بالنسبة له لا يمكن التعويل عليها.

 

 

 

في نصوص اليوم