نصوص أدبية
باسم الحسناوي: حالاتٌ بلوراليَّةٌ للمرأة
لا بدَّ من أنْثى تجوسُ خلالَها
حتى إذا ماتَت عَبَدتَ خيالَها
ونَصَبْتَ كالكفّارِ في حَرَمِ التُّقى
في كَعْبَةٍ هـــــيَ عِشقُها تمثالَها
***
المرأةُ احتضرَت، فقل لي ما لَها؟
أم حرَّمت في الإحتضارِ سؤالَها
أم أنَّها عَشِقت فتاها وهْوَ لم
توجَدْ حقيقتُهُ فعــــادَ وبالَها
***
المرأةُ اقْتَرَنَتْ فأسْعَدَ حالَها
رَجُلٌ خياليٌّ يُقدِّسُ خالَهــا
قالت لهُ كُــــــن غَيْمَةً فأبى
وأقْنَعَها بأنْ تَسْقِيهِ لَيْلاً آلَها
***
المرأةُ انفرَطَت، رَأَت أشْكالَها
لم يُخْفِ أجمَعُها الغَداةَ جَمالَها
لكنَّ أجْمَلَ مــــا رأت ماءٌ هَمى
في العُشْبِ أصْبحَ آنذاكَ عيالَها
***
المـــــرأةُ انتظَرت فكانَ حِيالَها
رجلٌ يُحِبُّ على الغَرامِ سِجالَها
قالت لهُ إنِّي أنا امـــــــرَأةٌ ذَوَت
من عِشْقِها إن كنتَ تَجْهَلُ حالَها
***
المَرأةُ ارْتَجَزَ الحِمـــامُ زوالَها
لم تُبدِ إذ هَتَفَت (نَزالِ) كَلالَها
لَفَّت ذراعَيها علــــى أوداجِهِ
ماتَ الحِمامُ، وقد أرادَ نِزالَها
***
المرأةُ اكتَمَلَتْ، رأيْتُ هلالَها
يَوْماً نحيفاً، غيرَ أنَّ كمالَها
قد كانَ وعداً في النُّهودِ وفي اللُّمى
أن يُصبِحَ البَدْرُ التَّمـــــــــامُ مَآلَها
***
المرأةُ اشْتَعَلَتْ، فهــــاكَ ذُبالَها
فاشرَبْهُ من كَأْسِ الغَرامِ ثُمالَها
لا تَنْتَظِرْ مِنْها هُدوءَ سعيرِها
طَمَعـــاً بأن تَلقى هُناكَ دلالَها
***
ها قد شربْتَ فــــــراتَها وزُلالَها
وبلغْتَ من بَعْدِ الصُّدودِ وصالَها
أفَهَلْ عَرَفْتَ الآنَ أنَّكَ لـــــم تَشأ
وصلاً لها، بل شئتَ أنتَ مثالَها
***
المَـــرأةُ ارتَحَلَت، أتعْرِفُ حالَها
كانت تُعاتِبُ في الرَّحيلِ رِمالَها
فتقولُ روحي لم تَخُضْ سَفَراً معي
بقيَتْ هُناكَ، نَظَرْتُ ثَمَّ رِحالَهـــــا
***
المرأةُ ارتجَفَتْ، كَأَنَّ ظِلالَها
وَقَفَت كطَوْدِ الثَّلجِ ثَمَّ قِبالَها
رَسَمت لها طَيْفَ الحبيبِ فأشْعَلت
كـــــي لا يُحِسَّ البَردَ، ثَمَّةَ شالَها
***
المرأةُ ارْتَعَشت، أرَتكَ جَمالَها
فَطَلبتَ مِنها أن تُريكَ خِصالَها
فأَرَتْكَها أيْضاً، فقلتَ لها ثِبي
فأنا البُراقُ وما أطَلتَ جِدالَها
***
المـــرأةُ انْكَمَشت، فقُمتَ طِوالَها
فغدَوْتَ حتّى الأخْمَصَيْنِ حَلالَها
فإذا بِها كالأرْضِ يَوْمَ حِسابِها
قد زُلزِلَت في لحظةٍ زِلزالَهـا
***
باسم الماضي الحسناوي