نصوص أدبية

يا مرّةً أنتِ الدواء الشافي

أحييت فينا جَمْعَة الألّافِ

لكنّ قلبي بينهمْ متفــــــــــــرّدٌ

والدّمعةُ الحرّى بغير ضفافِ

يتناوبون حديثهم بجزالةٍ

وأنا كوردٍ ذابِلٍ بلُفافِ!

تلهو المواجعُ في جروح مشاعري

لهــــو المُضِيْـــــــعِ فؤادَهُ بسُلافِ

يا قهوتي لُمّي شَتاتَ مواجِدي

أنّى أرى شيئاً من الإنصافِ؟!

العدلُ فـــي كلّ الأمورِ مغيّبٌ

والدرّ دمعٌ جفّ في الأصدافِ!

زيدي المرارةَ تستفيقُ خواطري

علّ السعادةَ أن تزور شغافـــــي

كالنّار للأحطاب تنشرُ عطرها

أنت التي تُذكين فِيّ قوافــــــي

كالليل يوقد للوجود صباحه

أوقدتِ فينا فرحـة الظرّافِ

حدّثتُ حُسنا في اسمرار بريقها:

سمراءُ دفئكِ خمـــــرةُ الأشرافِ

هذا الجمال تتابعت أمواجه

لما غدا فنجانَ سِحرٍ وافِ

لولاك ما طابت لنفسٍ سهرةٌ

أو طاب حلوٌ دون أيّ خلافِ

عجبا بأن تحلــــو الحياة بمرّةٍ

والمرّ مما شان في الأوصافِ

مهما حَسَت منّا الشفاه لذاذها

تاقت له؛ قد صار كالإيلافِ

الليل فيها قـــــد أذاب جمالهُ

والبدر نورٌ كاللجين الصافي

شعّت بها أنواره وازّينت

فــــي نحــر حسنٍ غافِ

إنّي لأعشق أن أبوح لحسنها

فالسرّ فيها آمنٌ كالخافــــــي

فحديثها ليست تقال حروفه

الصمت ما بين الأحبة كافِ

هي قاربي عند الشعور ونشوتي

والحرف والمعنى بها مجدافي

سمراء عطفاً قد تلبّد خافقي

فاسْتقبِلي شفتي بثغرٍ دافي

***

صلاح بن راشد الغريبي