نصوص أدبية

إيمان بوطريعة: لا أحد إلّا.. ك

الإهداء:  كعادته ..  لك


 

رماديٌّ قلبك..

كعادة الفلاسفة في الحزن

تقف على ناصية الصحو، تدندن:

"هذا المدى مخدوش بالندى

وكان لي صوت أضعته في الصدى

هذا المدى مخدوش بالندى"

 

لا أحد إلّاك

وهذا البحر المبكّر

كعادته، يلملم الملح من دموع النجمات

.

.

ألقي عليك بنظرة من قلبي

تفسح لي برهة من الشفق

تنطق عيناي بما يشبه اللمعان:

"عمّا موجة سيأتي الحب..

.. وعلى أحدنا أن يتلقّفه بالدهشة الأولى"

تهجس: "ما من حب يأتي على غير عادته

.. وما من فلسفة هذا الحزن"

 

رماديٌّ هذا المدى

تقول: "للظلال عادة الزيف"

.

.

وتطلق ظلك

رماديٌّ قلبك ..

.

.

.. إذ يقع في قلبي

 

تقول: "ما من حريق هذا الرماد..

.. هي العصافير تمارس عادتها في الهجر

.. وما زالت الأشجار تمارس عادة الانتظار"

 

ـ أحبكَ

ـ لمنتصف الليل عادة الاعتراف المرّ

(أعدّ على أصابعي مائة آه)

 

ـ أحبكَ

ـ للأصابع عادتان: الندم والألم

(أرجئ انفاسي المضمّخة بالدمع)

 

ـ أحبكَ حدّ الانتحاب

ـ تلك عادة الناي الوحيدة

أتساقط دمعة إثر ..

د

م

ع

ة

وأميل بق

ص

ي

د

ت

ي على صدرك فأجد نبضك في مجازاتي

.

.

تحمرّ القصيدة

أنشج: "جهاتي لا تتوب عن عادة التيه..

..فردّني إليك"

ـ اششش... النجوم تمارس عادتها في التنصت..

.. والقمر يمارس عادته في الترقب..

.. وهذا المدى ـ نفسه ـ يمارس عادة السفر وحيدا..

.. شريدا

ـ وأنت؟

ـ ما من حقيبة لي ولا قدمين

 

أقول: "ضمّني إليك تحت جسر الموعد الأوّل"

ـ للجسور عادة التذكر أو النسيان

 

أقول: "ضمّني إليك ودعني أرتاد قلبك كيراعة تنهش الظلام"

ـ ما من نور أغرق يراعة..

.. ما من ظلام أغطش ظلا

 

أقول: "قبّلني الآن ولتكن عادة شفاهي اشتهاء الجمر

.. وعادة القصيدة الاحمرار"

.

.

ـ لعقارب الساعة عادة الدوران

وعودا على بدء

.. رماديٌّ هذا المدى

.. رماديٌّ قلبك

.. ولا أحد إلّا.. ك في هذا المدى

***

بقلم: إيمان بوطريعة

 

في نصوص اليوم