نصوص أدبية

إسماعيل مكارم: قبّلتُ أرضَكِ

قبّلتُ أرضَكِ

يا حبّذا جبل ٌ عالٍ ومِضيـــــافٌ

فالنّسرُ عانقَ نورَ الشمسِ نشوانا

أهلوكَ يا وطني أصحابُ مكرمة ٍ

بالعزّ والشعـــــــر والتهليلِ تلقانا

فاسألْ لنا الشّامَ عن أيّام غابرنا

تلقاكَ بالجودِ والأمجادِ دُنيانا

* *

قبّلتُ أرضَكِ يا شــــــآمُ إجلالا

يا دارَ أجدادنا ، يا بنت َ مروانا

تلكَ القصورُ عَجاجَ خيلِنا شهدَتْ

واليومَ أضحتْ لِسائليكِ برهانا

هذي المَساجدُ عن ماضٍ تحدّثنا

بكلّ فخر وإكبار لمــــــــا كانا

قبلتُ أرضَكِ يا شآمُ مَغمورا

بعِطرِ تاريخِنا وفوحِ نيسانا

* *

مشروعهم دارُنا والأرضُ والتينه

وعزّهـــــــم ضَعفنا، وكثرُ قتلانا

ناديتُ ساداتهم أن يَفخروا تيها

بمَوتِ أطفالِنا، وقتلِ أسرانا

إنّ الكرامَ إذا ما استنجدوا قاموا

فهل نباركُ عدوانا وطغيانا !؟

عهدٌ علينا أمامَ الرّبّ مرسوم ٌ

أن نحمِيَ الدّارَ كي نرُدّ عدوانا

الحق ُ واللهِ ليسَ الوعدُ صانِعه ُ

فانشد ْ طريقكَ تحصيلا وإيمانا

قلبي عليكم أيا أبناءَ أمّتِنا

بَكيتُكمْ زمَنا للنّصر ظمآنا

* *

دعِ المَلامَة َ إنّ الليلَ تهزمُهُ

بَشائرُ الصّبح في ديار غسّانا

يا جبهة َ المَجْدِ حيّا اللهُ وقفتكِ

سَطرْتِ للأرضِ تاريخا وديوانا

نصرٌ من اللهِ آتٍ أيها البَلَدُ

يا من فقدتَ بسوقِ الحربِ فرسانا

بِكَ الفخارُ وفيكَ المَجدُ يَبتسِمُ

يا من رَفعتَ بدار العِزّ بُنيانا

سَلامُ كبُر ٍ اليكَ أيّها الوَطنُ

يا من دَحرْتَ بساح الحربِ غيلانا

* *

قبّلت ُ أرضَكِ يا شآمُ إجلالا

يا دارَ أجدادِنا ، يا بنتَ مروانا

***

دكتور إسماعيل مكارم

روسيا الاتحادية – مدينة كراسنودار.

......................

كتبتْ هذه القصيدة بعد بدء الحرب الكونية ضد الوطن السوري، بمناسبة عيد الجلاء- جلاء المستعمر وقواه وجنوده عن الأرض السورية المقدسة في السابع عشر من نيسان عام 1946 .

في نصوص اليوم