نصوص أدبية
ضرغام عباس: العراق لا غيرُه

يا فجرَنا المنسيَّ خلفَ القِناع،
وأنت ترتدي معطفك الأبيضَ مُستقلّاً دراجتَك الهوائية،
ثمّةَ بقعةٌ سوداءُ هنالك،
حيث يستقيظُ الجميعُ وفي فمهم بقايا من رائحةِ الليل.
*
أستيقظُ مثلَ أيّ فجرٍ مدمنِ التدخين،
أُحدّقُ في المرآة:
هل ما زلتُ حيًّا!
وهل تكفي سيجارةٌ واحدةٌ لأواجهَ العالمَ بكاملِ حلمي!
"لابدّ لي من قوةٍ ليكونَ حلمي واقعيا"
*
أرنو إلى السقف،
ضبابٌ كاملُ التكوين يحجبُ الدخانَ عن رؤية سُلالتِه،
فأغلقُ فمي، وأنام،
أنامُ مثلَ أبي،
ذاك الذي لم يفقْ منذ حربين.
*
بينما الأصواتُ تضجّ في رأسي:
إنهضْ من نومك أيّها التعيس،
دوّنْ ذكرياتكَ عنْ وطنٍ يتراجعُ، و غدٍ يتصفَّحُ أَوراقنَا،
أُجيبُ :
ـ اللغةُ لا تكفي!
فيصرخون :
ـ نحتاجُ ما بعد اللغة!
*
يا فجرَنا المنسيَّ خلفَ القِناع،
أنتَ ترتدي معطفك الأبيضَ
ناثرًا ضوءك عبرَ الغابةِ والخليج،
ثمّةَ بقعةٌ عذراءُ / سوداء،
لم يمسسْها الضوء.
لم تشهدِ الفجرَ، إلا حين يصطدمُ نجمان،
أو عندما تُمارَسُ العاداتُ القبلية..
في قذفِ القنابل
***
ضرغام عباس