نصوص أدبية

ضرغام عباس: هوَ، لا غيره

هوَ، لا غيره

من عرف كيف يقول "لا" في وجهِ المقصلة.

أيّها الثائِرُ ما قبل الوجود - أيها الغصنُ

جسدي يتبعك، يتوارى فيك

ورأسي أشدُّ صلابةً من أنّ تخترقهُ أناشيدُ الديكة.

*

كانت الأغصانُ سيّدةَ الطبيعةِ

والنسورُ لآلئَ حول جيدها.

لم يك حطابٌ إلا وبيدهِ كتابٌ

"لم يك احدٌ إلا ولهُ أجنحة"

كانت الأغصانُ هي الأمَّ، قبل مجيء السكّين.

وحدَهُ النايُ كان غصنًا

رسالةً

ملاكًا مثمرًا بالمعرفة

كان إلهًا.. قبل أن يغتصبوا معجزته.

*

آهٍ أيها الشيطانُ، "يا إلهًا خانهُ الحظ"

بارك جسدي ...

هذا الجسدَ المازوخيّ

جسدَ الشهوةِ و الركوع، لا يعرف السكينة

علمنيَ السكينة، أن استقيم على الأقل.

قال سَل :ماذا تُريد أن تعرف؟

أولُ الشكِّ - آخرُ اليقين

مثل نبيٍّ في حفلٍ راقص.

قلتُ الحقيقةَ / قال واحدةٌ

يدُ اللهِ لن تصل

والمسيحُ قد خانهُ الاشتياق.

*

باكرًا جئتُ، و باكرًا سأموت

أيها العدمُ، خُذني ...

حيث ترقُدُ بصمتٍ في جهنمك العليا.

هذا الوجود منجلٌ لا يهدأ.

خُذنيَ أيها العدم، أبعد من الله،

التأريخِ،

طعنةِ أخي.

حيث لا أبَ هناك، ولا بندقية

حيث الوحدةُ المطلقة

فأنا أيضا وحيد

وحيدٌ و حزين، مثلُ طفلِ الخديج.

*

أريدُ أنّ أبكيَ ،أنّ أصرُخَ في العالم

لم يك أخي، كان سهمًا في الخاصرة.

كان طلقةً...

يا صحراء

انا هابيل يا صحراء

أيُّ تُرابٍ يملأُ جبهتي المثقوبة

***

ضرغام عباس

 

في نصوص اليوم