نصوص أدبية

ضرغام عباس: أغنية على جدار مدرسة

عندما كنتُ صغيرًا

كنتُ أمرّ بجانب مقبرةٍ

أثناء ذهابي الى المدرسة

أيُّ حسدٍ كنتُ أوجههُ الموتى؛

لأنَّ أقدامَهم لم تعدْ تتعبُ من السّير.

كيف كانوا..

سألتُ شحرورًا على الطريق.

كانَ اليأسُ جالسًا على الطريق، هكذا..

خطفتُ أُغنيةً منْ فمهِ،

ومضيْتُ...

قريباً سأموتُ.

*

آهٍ ، أيُّها الملاكُ الطليقُ،

يا خنجرًا ناعمًا في قلبِ الوضوح،

تعالَ، و انظرْ...

ها هو الدمُ يسيلُ في الشوارع.

هذا دمي يسيلُ في الشوارع .

يخرّ منْ بين أصابعي

مثلَ محراثٍ يطعنُ الأرض.

يا لَها منْ حماقةٍ أنْ نثقَ بالعُشب

ويا لَحماقتِنا أيضا بأنْ لا نثق.

ما هذا الوجودُ إلّا كتلةُ أفاعٍ اشتبكت.

*

في بلدي

جميعُهم كانوا يموتون لأجلِ الله.

بعضُهم ماتَ لأجلِ اللهِ جوعًا،

والبعضُ ماتَ لأجلِ اللهِ قتلًا.

في بلدي جميعُهم يتنافسونَ على الله.

إلا أنا..

عندما رأيتُ اللهَ مزدحمًا بكلِّ هؤلاءِ الموتى

حملتُ قبري على كتفي،

وغادرتُ..

رُحْتُ بعيدًا، طائرًا خلفَ مسارح الغيوم

رحتُ أبحثُ عنها.. عدتُ أبحثُ عني.

تلك الجنةُ الضبابيةُ - المشوّشةُ

أبدعَها فنانٌ بوهيميّ.

*

اهٍ أيُّها الموتُ، يا مليكي،

امنحْني السلامَ.

عندما أنظرُ حولي ولا أجدُ منْ إلهٍ لي، غيرَ العدم

امنحْني السلام...

إسحبْني الى عالمِك، كي أعودَ صغيرًا.

عندما كنتُ صغيرًا، كانَ الإلهُ فكرةً،

فتحوَّلَ إلى كاتم ..

وها هو الآن كتلةٌ منَ الجثث

***

ضرغام عباس

 

في نصوص اليوم