نصوص أدبية

سحر شبر: مَجَازَاتٌ

القَلْبُ

وَطِّنْ جِراحَكَ يا قلبْ..

وحَدَكَ في الشَّــتات،

وَحَدَكَ في العــراق،

وَحَدكَ في نبضِكَ تَحْيـــا،

وحَدَك قلبُ امرأةٍ – طِفـلةْ

عانَقَتْهُ دُنيا من خَـــيــْبــَةْ.

**

2 - الـنَّهدُ

حَمَامٌ مقـرور ْ

بلا ريشٍ ولا عُشٍّ

في العَـتَمَةِ مهجورْ.

إنّهُ الطّفلُ أبوهُ مفقودْ،

أمسَ عيناهُ تسألُني:

يا أُمي مَتَى أبي يعودْ؟

أبوكَ الحياةُ يا وَلدي

كلُّها عَــنْكَ في صُدودْ.

**

3- الـيَـدُ

بارِدةٌ رَقِـيـْقَةٌ

كَــوَرَقَةِ لَـبْلاَبٍ

في زَهْـرِيَّةِ السيدةِ المُطلَّقةِ،

وَضَعَـتْها في رُكنِ المَطْبَخِ،

ترمقُ جمالَها نظراتُها العَجْلَى،

وَلَنْ تَـمُسَها.

**

4- هِي

هِي والنِّسيانُ

تَسْتَبـِقُ الموعِـدْ

بلحظاتٍ عَجْلَى

تُحدِّقُ في صفحةِ روحِها

يوجِعُها لَحْنِي، إذْ يبقى طَرِيًّا،

تَرْمِيه بعيدًا كي يتبدّدْ.

بنوبَةٍ نأيٍ إليَّ تغتالُ فرحتَها الآنيّة،

تَصحو منها قائلةً:

الأقدارُ تُسَدِّدْ.

**

5- الذِّكْرَى

ترشُّ عينيَّ

بِـوَجْهِها الذي مهما مُتُ سَيَحْيا

فِـــــيَّ.

إبَرٌ مِن ملامِحها آنَ كانت تصفو

هذِي هَدْهَدَتِي اللَّيلِيّة.

**

6 - انْتِـظَارُ الحقيقة

مَتَى انتظَرْتُها؟

حِينَ احترَقَتْ آخرُ الآمال

في قَـفَـصِ الوَطَنِ.

حينَ احتسيتُ حليبًا مُملّحًا بالدَّمعِ

آخرَ صباحاتٍ في سونغ جيانغ والآن.

حينَ أُزيّنُ وَجهي

أمامَ المرآةِ بِرَمادِ الأُغنياتْ.

حينَ أُبْصِرُ فِتنتي، وسرُّها اللاشيءُ ألوانُه كِذْبَاتْ.

**

7 - الزُّور

لحظةُ قوله أحبُّكِ،

وما أن تنتهي اللحظةُ يبدأ قدرُ الحياة،

لحظةُ عمراً يرميني إلى قاعِ روحِهِ،

ثُمّ يَمسكُ بيَدِي

كما يمسكُ كيسَ نِفايات!!

لحظة يسطعُ عريهُ شعاعًا مِن الغيبِ

فَيُطْفِئه بيقينهِ أَنَّه هُراء.

لحظة يحبو حنيني إليهِ

ويراهُ شَوْكًا نابتًا على قارِعةِ المُحال

لحظة قُبلة ما تُضاهيها أبجدياتُ الكلام

ثُمّ تصير جُرْحًا علينا أن نخيطَه بالحَرام.

حينَ يرنُّ هاتِفُ شِعْـري عليه

يجدُّه مشغولًا بِتَافِهات الأيام

أعوامٌ اقـتَرَبْنا وَذُبْنَا بلا غايةٍ،

وأعوامٌ ستأتي قرارُه بيننا الزُّؤام.

**

8- المَدينةُ والصَّدِيقَةُ

شَنْغَهاي البَعيدةُ

علّمتني البُـــكــاءْ.

هي ألا يحين للحزنِ انطفاء.

شنغهايُ الصَّفْصَافَةُ كانت أبجديةَ الشعور،

هي شُعَلُ الكآبَةِ آنَ يهطلُ المساءْ.

شنغهاي عنقودُ التَّيهِ في الزمنِ الراهِنِ،

هي تُعانِدُ نفسي

وتستكين في ظلماتِها بلا انتهاءْ.

**

9- الحُبُّ

إيمانُكِ الأعمى بِكَرْكَرَةِ الحياة،

رَمْسُ أُمِّكِ الذي حملتِهِ إلى بغدادَ

ثُمّ الصِّينَ،

آملةً منه السلامَ والأمنياتْ.

حُلٌمٌ عنّي ابتعدَ

وآخَرٌ يُبحرُ بمهجتي

ضدَّ ما تُريد.

نَجمةٌ التحَفَتْ سَماءَ تَمَرّدي

ثُمّ هَوَت إلى قاعِ الأشياءِ والأعباءِ.

مُمَزَّقةُ السَّنا لِمامها

خَطْفَةٌ

ودَمْعَةٌ سَمَّيْتُها أَنــــا

وَجْهُها لِغيرها

وطَبعها للنارِ وجَمْرِها

وقلبُها لجوهرِها،

واللاشيء سحابةٌ لابِثَةٌ بروحِها،

إذِن، أسائلها أينَ فيها أنا؟

وَلِـــمَ أَحْبَبتُها؟

**

10- دُنْيا

أَفَّـاكَـةٌ آمنتُ بِصِدْقِي بِها

ثلاثينَ وثمان سَنَةْ.

رويدًا رويدًا حَمَلَتْني مع الرِيحِ القَاصيةِ،

وَقَضَتْ: مَثاوِيكِ أَنْ تَشْحَبي

فِي روحي

أَنْ تَصِيري

لَهَبًا خَانَتْهُ الجَذْوَةْ

أو يومًا يتلو يومًا

بلا أثرٍ غيرَ العَبْرَةْ.

***

د. سحر شبر

١٤/٢/٢٠٢٣

في نصوص اليوم