نصوص أدبية

ضرغام عباس: سؤال لسؤال

ثلاث قصائد

- نظرة

غوغاء الماكثين في الصفوف الأخيرة.

صخب الموسيقى.

صراخ الرضّع بعد توقف المطر الأبيض.

تشبث الدبابيس الصغيرة بمغناطيس حواء.

هسهسة الشفاه النقية ذات الكفن الأحمر.

انهمار شلال الفضة فوق الكتفين.

دقات الساعة القطنية.

رهبة السيجارة الأولى في فم العشب.

كل هذا كان مجرد هلوسة

لو أن ذلك الغلاف الكحلي، تجعّد قليلا

لو جلس القرفصاء ثانيةً - رمشةً

لتفجر من تحته الرّبيع الأقدم.

**

- سؤال لسؤال

منفيّ أنا، هنا، في أعماق الرفض

حيث كل شيء هنا متعفّن بالخطايا

كل شيء مشبّع بالصمت.

إلى السؤال يا إخوتي، ولينته الصمت ..

أيها العباقرة

أيها المجانين

أيها المهزومون منذ الأزل

أيها السكارى العائدون من معركة طلوع الفجر

أيتها المومسات المتنقلات من جنازة إلى جنازة

أيها الخياليون، يا من تجوبون أوربا في ليلة مجنونة

أيها الإرهابيون

أيها القساوسة

متى تولد الحياة . . .

**

- قصيدة

وحين يأتي شيخ الطباخين بتوابله العليلة

سأغلق النوافذ

وكل ما يسمح لي برؤية الرجال السود

أنئذٍ سأسمح لروحي بالخروج

عارية كما هي في الصنع الأول

حالمة بالحدائق والقبل

لأنني سأكون غارقًا

في متعة استحضار سِفرٍ جديد

إن كنت سأنشر بذوري

لابد من سِفرٍ جديد

لابد للمطر أن يحفر الأرض

ولكن من يدري إذا كان الجنين الذي بهِ أحلم

سيجد في هذا القبر

الغذاء الحقيقي الذي يمنحه الحياة.

***

ضرغام عباس – العراق

في نصوص اليوم