نصوص أدبية

عــبد الناصرعليوي: خربـشات الحداثة

ســيذهبُ كــلَّ مــاتركَ البُغَاةُ

وتَــذْرُوهُ الــرِّيَاحُ الــسّافِياتُ

*

ويَــسْقطُ ماادَّعَوْا زَيفاً لشِعْرٍ

ولــنْ يَــبقى لــهُ إلّا الــرُّفاتُ

*

وإنْ شَــغَلَ المنَابرَ والمقاهي

ونــاصَرَهُ الأَكــابرُ والذَّواتُ

*

طلاسمُ أربكتْ عُمْقَ المعاني

ومِــنْ سَقطاتِها انتحرَ النّحاةُ

*

لــيجعلَهَا الــعَييُّ لــهُ مَــلاذاً

إذا ضــاقتْ عــليهِ المفرداتُ

*

تَــلَــقَّفَها الــشّغوفُ بــكلِّ آتٍ

مــن الأغــرابِ كانَ لهمْ أداةُ

*

فلا البحرُ المُقَرفِصُ فوقَ تلٍّ

مـــع الأيــامِ تــرويهِ الــسقاةُ

*

ولا قِــطٌّ يــطيرُ بــلا جَــناحٍ

ومِــنْ طَــيَرانهِ تخشى القَطَاةُ

*

ســيصبحُ قِــبلةً للناسِ مَهوىً

كــنــجمٍ فــيــهِ تــأتــمُّ الــهداةُ

*

فــأَصْلُ الــشعرِ تِــبْيانٌ جَلِيٌّ

مَتَى غَلَبَتْ عليهِ المُبْهَمَاتُ.؟

*

ســيبقى الأصلُ جذاباً جميلاً

مــدى الأيــامِ تــرويهِ الرُّواةُ

*

ســيبقى صــامداً مادامَ عُرْبٌ

بــهمْ نَــفَسٌ وإنْ قــلَّ الرُّعاةُ

*

فــذوقُ العُرْبِ مصقولٌ رفيعٌ

ومـــا تُــغرِيهِ إلَّا الــطيّباتُ

*

ســيَلْفِظُ كــلَّ مــولودٍ هــجينٍ

غــريبٍ قــد يجيءُ بهِ الغزاةُ

*

بثوبٍ عَورَةٍ ما صانَ عِرْضاً

وقد غابتْ عن الجسدِ الحياةُ

*

أَنُــبْدِلُ بالحَصَافةِ شِبهِ عُرْيٍ

ومِــن أَثْــوابِنا غَــارَ الــعُرَاةُ

*

فــلا تركنْ لِمَنْ يَشْتَاطُ غَيظاً

ولا تــسمعْ لِــما قــالَ الوشاةُ

*

فــمَنْ يَــعْتَدْ عــلى زادٍ وفيرٍ

فــهلْ تُــغنِيهِ فــي يــومٍ فتاتُ

***

عــبد الناصرعليوي الــعبيدي

 

في نصوص اليوم