نصوص أدبية

عبد اللطيف رعري: فوق صخرة الذهب يرقد بيلوانْ

لا تمر فرصة الاِّ ويتبادر لذهني هذا الكائن الجميل بيلوان.. ويرغمني على توطيد العلاقة بيني وبينه..

عيبي أنِّي كسرتُ الجرَّة

عدد زفراتي..

لا كنز بها كما تدعي الجدة

ولا تركتها للماء حافظة..

مُفرِطَ العِنادِ برأسٍ فرقعهُ الپَّرادوكسْ

تهيُّجنِي المتشابهات

وتنذرني باليأسِ الطويلِ

خلطة الغربان ولقالق الجَابِيرُو ..

عكازتي من كرمة نبيذية لا تقودني لصوابٍ عيناي جَبَّنَها شُرودي الهستيري

وأقدامِي تتَرنَّحُ بلا ثباتٍ .. .

مشَّاءٌ بين اليمينِ واليمين

أقَرِّظُ الوجْه الذَّميمِ بما ليس فيه.. .

وشّحتُ صدرَ المنتظر بحَبلٍ منْظُومٍ بكُوكِيَاجَات فرَّ عنها البحر..

ولازلتُ أنشُّ فراغَ يدَاي من رَائِحةِ الأكْفَانِ وأتحاشَى لمس لِحيَتِي الهَلْهَالةْ..

مخافة إيَّابِ موسمِ الديدانِ ..

راهنتُ على وجهي مسافة أصبعين منَ المرْآةِ.. حينها علمتُ أنِّي شبَحٌ بشع..

بنيتُ شَرَكاً لذكرياتِي كيْ تنامَ الأبد

وأعيشُ لوحدتِي مائة عام..

لكنِّي، انتهيتُ بوسطى أصابعي تحتَ ذقني.. ! خرجت أنقبُ عنْ بديلاً لكَ يا بيلوان..

المرأة الخشبية التِّي تغارُ منْ عينكَ

قلَّصَتْ شَغَبها

وراحتْ تَبْحثُ عنْ غيرِي في ماخُورِ الدعَارةِ..

لم تعدْ تعتني بالصحون..

ولا تنكسُ حيِّزَ حُلمِنا..

كلمّا مرَّتْ بمكنستها ترميني بغُبارِ الدارِ.. وأهديها تقاسيم وجهي وأقول لها:

ولوِلِي وَلْوِلِي .. .

وتردُّ: تْفُو تْفُو..

لا نهاية للكلابْ ..

ليتنا متنَا قبْلَ حِينٍ..

وليت قابض الروحِ مرَّ منْ هنَا..

بيلوان.

. أفتقد فيكَ حتَّى الآن سِمةَ الدعابةِ.

. أفتقِدُ فيكَ شروطَ الأمانةْ..

أفتقِدُ فيكَ منْطِقَ السلمِ والسلامَةْ

أفتقِدُ فيك أنانيتِي .. عزَّتي.. خُلْوتِي.. نخوَتي.. نشوتي.. حياتي وما حيِّيتْ..

عفواً يا بيلوان لقد مرَّ الطُوفان وخَطفَ منِّي بعض من ذكرياتي معكَ ..

وها أنا أنسجُ مِنْ رذاذ المطرِ

قماشاً لإخفاء ما تعرَّى منْ هيكلكَ..

وها أنا أقِفُ في وجه الرِّيحِ

حتّى يظل قبركَ أهمَّ إنجازاتي..

بالله قل لي:

من أين لك بهذا البهاء..؟ "

وتاكْ الموتْ"..

ننتظرُ "رشَّة مِمنْ بَالَ عليكْ"..

عُدنِي فجراً أو قبل الظهيرة بقليل أمسدُ ظهرك ونلهو معاً "لعبة هاكْ وأرَا".. .

لن أزعل هذه المرَّة حين تلطخُ حذائي بالوحلِ.. لنْ ألعن يوم ميلادك كما كنتُ ..

سأقرأ لك كل قصائدي الممنوعة من النشر..

ونتقاسم نخب الإنتصارات..

لمْ يعُدْ منذُ رحِيلكَ أحدٌ يصرخُ في وجهي

وأنا ألعَنُ حاكماً

ويتوعدُنِي آخر بخِصَائِي أمام العمومِ.. .

انتهى زمن العصيانِ

وصرنا خرافاً كالخرفان .. ..

آه يا بيلوان هل أتاك حديث الطّغاة في الوطن..؟

يتأهبون للرَّحيل..

عدْ لقبرك يا بيلوان

مُتْ ألف عام لا شيء تبدّلْ

فوق صخرة الذهب أنت المتَوَّجُ كأحسن خلق للذِّكرى..

بيدي سعفة الحاضر أهشُّ بها على دبابة المستنقع..

بيدي شمعة تغازل ريح ميناء رفح..

وتملِّي غزَّة بالشهيدِ..

. ها أنا منشغلٌ بآخر بقايا سفينة نوح

هل تعلم يا بيلوان لم ينخرها دود ولا تسوّستْ الماء لا يأكل الخشب

بل

الخشب يشرب ماء

سأعيدها إلى أعلى الجبل تحَسُّباً لطوفانٍ قادمٍ.. عبد

***

عبد اللطيف رعري - مونتبولي

07/01/2024

في نصوص اليوم