نصوص أدبية

مــتى الــقاكِ يــا أغــلى صديقةْ

وقــفتُ  أمــامَ عــينيها الــرقيقةْ

بــصمتٍ دامَ أكــثرَ مــن دقــيقةْ

*

أحـــدِّقُ  بــاحــترامٍ وَ يْــكَــأني

أطــوفُ شــوارعَ القدسِ العتيقةْ

*

فــــأدّيــتُ  الــتــحيةَ بــاحــترامٍ

كــجنديٍّ مــن الــدولٍ الــعريقةْ

*

مــخاطبةُ الــجمالِ لــها طقوسٌ

وأفــضلها يــكونُ عــلى السليقةْ

*

فــفي العــينين أســرارٌ حــيارى

تــنــاديني لأكــتــشفَ الــحقيقةْ

*

لــمحتُ بــعمقها أســرارَ عشقٍ

فــأبــدتْ لــي تــفاصيلاً دقــيقةْ

*

ذهــبتُ مــع الــخيالِ إلــى بعيدٍ

وراءَ  الــغــيمِ وديـــانٌ ســحيقةْ

*

لــعبقرَ فــي بــلادِ الجنِّ أمضي

وحــيداً والــمخاطرُ بــي مُحيقهْ

*

لأكــتبَ فــي مــحاجرِها حروفاً

تــحــلِّقُ مــثــلَ أطــيارٍ طــليقةْ

*

وتــأتي فــي ســكونِ الليلِ سراً

عــسى تــلقى لــمخدعِها طريقةْ

*

وتــخــبِّرُها بـــأنَّ هــناكَ قــلباً

بـــه فــي كــل زاويــةٍ حــريقةْ

*

ألا هــــبـّـي لــنــجدتهِ ســريــعاً

وكــوني  كــالملاكِ بــه رفــيقةْ

*

تــجلَّى  مــن سنا الخدينِ صبحاً

بــه انــبهرتْ أزاهــيرُ الــحديقةْ

*

وقطراتُ الندى في الثغرِ لاحتْ

كــلــؤلؤةٍ  تــنــامُ عــلى عــقيقةْ

*

تــغارُ الــرِّيمُ والــغزلانُ مــنها

فــراشاتُ الــحقولِ لــها عشيقةْ

*

فذي سفني التي خاضتْ بحوراً

بــعينيها  لــقد ســقطتْ غــريقةْ

*

أيــا  صــنوَ الــبدورِ خــلاكِ ذمٌّ

كــمــا الــملكاتُ فــارهةٌ أنــيقةْ

*

فــمن  نــخلِ العراقِ بها شموخٌ

كــمــا بــغــدادُ نــاعمةٌ رشــيقةْ

*

بــعــيدٌ عــنكِ تــأكلُني الــمنافي

مــتى ألــقاكِ يــا أغــلى صديقةْ

*

فحبكِ في الحشا قد باتَ بعضي

وقــدْ رَسَــخَتْ لــه أُسُسٌ عميقةْ

***

عبد الناصر عليوي العبيدي

في نصوص اليوم