نصوص أدبية

صبيحة شبر: النجاح ألوان

الجارات مجتمعات في منزلك، يبتسمن لك مهنئآت على سلامتك، وقد أحضرنَ معهن الحلويات، واشتركن بإقامة احتفال يليق بك.

سميرة الملاصقة لمنزلك عادت معك من المستشفى بعد أن صحبتك لتجبير ساقك وقدمك بعد السقوط الأليم، تساعدك في تغيير ملابسك، وتستندين عليها في القيام والسير:

- لاتهتمي بشيء، نحن أهلك وعشيرتك، سأهيئ لك كل ما تريدين.

- أتعبتك معي جارتنا العزيزة..

- نحن جارات وأخوات

كنت مسرعة، لا تكاد الأرضُ تحملك من شدّة الفرح، ابتسمت لك الدنيا وزالت المتاعبُ، وحلّت أيامُ السرور، وولت ساعات الشقاء إلى غير رجعة، أنت وحدك من يستحق الثناء في هذا اليوم، وان يكافأ على تعبه واجتهاده، طيلة السنوات الماضية، بذلت الجهدَ والتعب وآن لك أن تجني ثمرات اجتهادك ونضالك، درست وتعلمت وحصلت على أرقى الشهادات العلمية ومن حقك أن تفتح لك أبواب الحياة على مصاريعها وان يستقبلوك بالورود والياسمين، ألم تصلي الى مبتغاك، وتحققي مرادك، وتنجحي في جعل أحلامك حقيقة ناصعة ؟ حققت الدرجة النهائية، وقد كرموك وأثنوا على عزيمتك القوية،وتصميمك الرائع وتحديك الكبير للصعاب، ومواجهتك الثابتة للعراقيل،التي كثيرا ما توضع في طريف الناجحين، كثيرون لم تجديهم يفرحون لفرحك، وآلمهم أنك تصلين إلى الموقع الكبير، الذي لم يستطيعوا الوصول إليه لأنهم ليسوا مثلك، ولم يتصفوا بمثل إصرارك على النجاح، وثباتك على تحقيق الهدف، ما شأنك بهم الآن ؟ وقد حققت الأحلام ووصلت إلى الأهداف..

تسيرين مرفوعة الرأس، وكأنك تعانقين النجوم، وتبتسمين محيية القمر، وتعانقين الأنوار، وترسلين رسائل محبة وإعجاب،إلى العنادل الجميلة وهي تعود إلى أفيائها بعد نضال النهار الطويل، سوف تتحقق كل أمانيك، وتبتسم أيامك بعد عبوس طال أمده، فقد أبدل الله عسر نهاراتك وظلام لياليك، إلى نجاح هنأك عليه جميع معارفك، من يحب لك الخير، ومن يجد انه الأحق منك بالنجاح، ولكنه افتعل الفرح:

- مبارك لك النجاح بشرى، فرحتنا كبيرة بك.

جارتك سميرة لم تبالي بها يوما، ولم تلتفتي إليها، كنت تصادفين وجودها في سلّم العمارة أو قربَ الباب، فلا تعيرينها انتباها، وتكتفين بهز رأسك وابتسامة باهتة ترتسم على محياك:

- صباح الخير جارتنا العزيزة

- صباح النور

حتى لم تردي التحية بمثلها، واكتفيت بكلمات قليلة، وتسارعين إلى المغادرة وكأنك تهربين ، ولكن لماذا تجول مثل هذه الأمور برأسك،في يوم فرحك وتحقيق نجاحك الكبير؟ لماذا تقللّين من شأن هذا الانتصار الرائع، الذي حققته بجهودك، ولماذا تتذكرين من يؤلمه سرورك، ويشجيه ابتهاجك؟ ويجعله حبورك ملتاع القلب مبتئسا، يفكر في الأسباب التي حققت لك الانتصار وحرمته منها..

تصممين على إبعاد الأفكار السوداء،فلا جدوى من الاقتراب منها في هذا اليوم البهيج.

تسيرين تُهيْمنُ عليك البهجةُ وتودين لو كنت في منزلك لرقصت على أضواء النجوم فرحة جذلى.

تسيرين من مكان إلى آخر، والفرحة تملأ قلبك وتستوطنُ أعضاء جسمك وتغرس في روحك، تهبطين السلالم بسرعة، تنزلين درجتين درجتين من شدة السرور..

لا تنتبهين إلى الدرجة المكسورة، فتقعين على الأرض وتكسر قدمك..

***

صبيحة شبر

7 ابريل 2010

 

في نصوص اليوم