نصوص أدبية

جوانا إحسان أبلحد: ناقوطٌ لا يجفُّ!

اتحرَّى عَنِّي بهذا الفجر البارد

أجدُني أتصيَّرُ لقطراتٍ ثلاث:

*

قطرةٌ تنزلِقُ على نافذةٍ ضبابيَّة

قطرةٌ تشفُّ بالزنبقة البيضاء

قطرةٌ تتجمَّدُ فوقَ القرميد الأحمر

*

أتحرَّى عَنْكَ بهذا الفجر البارد

أجدُك تمسحُ زجاجَ السيَّارة الضَّبابي

هكذا تمسَحُنِي أنا المُتبَلْوِّرة في القطرة الأولى

وبخِرقةٍ رطبة !

*

وأنايَ قد تصيرُ القطرة الثانية،

فأخافُ رَشْقاً..

لَوْ رَشَقَتْ يَدُكَ الزَّنبقة على صبيَّةٍ عابرة

*

وأنايَ قد تصيرُ القطرة الثالثة،

فأسيحُ عِشْقاً..

لَوْ حَنَّتْ الشَّمْسُ بنظرة إلى قرميد بيتِكَ

*

أتحرَّى عنَّا بعدَ ألفِ فجرٍ بارد

أجدُكَ علامةَ تعجُّب لَمْ تتعجَّبْ الحال

وأجدُنِي علامةَ استفهام بهذا السؤال :

كيفَ أنفلِتُ مِنْ لعنةِ الصَّيرورة إلى قطراتٍ ثلاث ؟

وبالرَّهافةِ أتقاطرُ فجراً على شيءٍ يخصُّكَ

كَـ زنبقةٍ بحديقتِكَ

أو نافذةٍ بسيارتِكَ

أو قرميد فوقَ بيتِكَ

عبثاً أحاولُ الجفافَ بآخرِ نُقطة

وأنا بنتُ الناقوط الشَّاعر نُقطة فَـ  نُقطة

*

*

30 / شباط / ألفين وَ أنايَ المُتقاطِرة

***

جوانا إحسان أبلحد

 

في نصوص اليوم