نصوص أدبية

جودت العاني: الصمت.. والسفوح

الصمت..!!

كأني بها قد تمادتْ

على الصمتِ

كادتْ أنْ تصيرَ حصاناً مجنحْ ..

تطيرُ معَ الريح

عبرَ هذا الزمان الكسيح

أراقبُ سحنتها

وذاكَ الجمال الرصين

ولستُ أمزحْ..

غدتْ، تحرثُ الحقلَ

تسقي البساتينَ

وترسمُ للغيمِ أشكاله

تصبُ صباحاتها

ندىً عابقاً بالشذى

وقطعانها في السهلِ تمرحْ..

تلكَ قافيتي

وذاكَ نهاري

وتلكَ اغنيتي

وألحانها في اليمِ تسبحْ..

كأني أراها

عندَ خابية الزمان اللعين

تحتسي دمعها بصمتِ الحيارى

تنزُ دماؤها

في الهمِ تُسْفَحْ ..

وإني أشاكسُ نفسي

بقدحِ فؤادي

اغطي الهمومَ العوادي

ولستُ أبرحْ..

لعلي أراها بأحلامي الغافيات

نسيماً يراقصُ همسه

كالغيمِ يسرحْ..

نقياً بأشجانه

يشيعُ الجمالَ

كلاماً وهمساً، كغصنٍ مُقَدَحْ..

***

السفوح..!!

يا لهذا الجمال الرخيم

يا لتلك السفوح

وتلك الجروح

غدتْ أفواهها

من فرطِ إشهارها فاغرة..

تنزُ دماء تسيل

كأن لرجعها وقعٌ

تميدُ بها فكرة عاثرة..

تلك هي المحنة الجائرة..

على اعتابها

أبصر الصحو رائعاً

يبهج القلب

وبين حينٍ وحينْ

تداعبُ صحوها غيماتْ..

وما بينَ بينْ

تنداحُ من علوها نغماتْ..

ومن لحظها همساتْ..

لتمحو سنيناً من الهمِ في لحظاتْ..

يا فرح الدنيا

حينَ يغني القلب، تموت العبراتْ..

*  *  *

د. جودت العاني

01/ مايس /2024

في نصوص اليوم