نصوص أدبية

جواد المدني: أنا.. وفنجان قهوتي

جلست في حديقة وحدتي..

أرسم صورتكِ..

على رغوة فنجاني..

أرتشف مع القهوة رضابكِ..

وأتحسس تحت أسناني فصول خيبتي..

أتنفسكِ مع كل النسمات..

لعلها داعبت يوما من الأيام صفحة وجهكِ..!

وأرسم بالندى.. لوحة لشواطئ عينيك..

أحدق في الفنجان مقتفياً خطوطه..

ها قد.. وصلتُ الى مضارب شفتيكِ..

*

بدوي انا.. لا اعاقر خمرا..

سوى رشفات من قهوة..

حمّصتها يوماً بين أشجار" الغوطة" سرّا..

خبأتها بين الضلوع لموعد غربتي..

أرتشفها فوق صهوة غيابكِ ،

وأسبح في فنجانك وكأنه نهرٌ..

اجوب صحاري الوحشة ، ألتمسُ لجنوني عذرا ..

أنادي على صعاليكها ، فيجتمعون  من حولي  ..

لنغزوَ أقواماً مازالت تقتات مع الرمل غدرا..

وانا هناك.. خلف البحر ، وجبال الثلج..

اعتق قهوتي بين شفتيّ..

لتمدني من حلاوتها مرّا..!

تنتشي الروح ، فتردد ألحاناً..

تذكرني "بورد" حمص ، و خيبة "ليلى"

طيفكِ لم يزل  هاهنا .. تعشّق مخيلتي..

يردد قصائد حب كتبتها يوماً على جدران "مرج عذرا"

وأمنيات من نعيم أخاله سحرا..

**

سقط الفنجان من يدي..

تناثر من حولي كحلاً  بلون مقلتيكِ..

انحني ألملمه بأناملي..

فيشعُّ سنى وجهك من بين بقاياه كأنه فجرٌ..

أنتقي الكلمات ، وأهلوس بها مع العصافير ..

فيرجع صداها صامتاً ..

ولسان حالها : كن حذراً فان خريف عمرك

تأججت ناره جمرا..

***

جواد المدني

في نصوص اليوم