نصوص أدبية

جودت العاني: غبار الماضي ..

في اللاشيْ كان يغور، يبحث عن شيء لايعرفه بالضبط، وما مر في مخيلته، ولازاره كومضة كامره تخثر اللحظة وتحنطها، فقط يبحث عن شيء في اللاشيء.. ماهو.. ؟

-لا ادري.. !

- أدري انك لاتدري، مثلما اعرف انكَ لاتعرف.. !

- ومن أنا.. ؟!..

- حين اعرف من اكون، ساقول لكَ من انتَ...

وراح يواصل البحث، يلتقط الاشياء، يتأملها، ويرميها وسط الماء.. تتسع الامواج وتتصادم في صراع واشتباك.. تخرّ بعضها صريعة، والاخرى تستمر بالاتساع، والنهر يزمجر لاحتدام الامواج.. ويحسب الامواج الراكضة وهي تتنسابق..

واحد، اثنان، ثلاثة، اربعة، خمسة.. إلخ

بعدها، يقلد الموجة الرابحة، قلادة من محار..

ويعاود الجريان والابتلاع والتثائب.. !

رحت اساعده بالبحث والتنقيب، وأنا الاخر لا أعرف عن منْ أبحث.. !

ووجدته يصرخ بي:

هذه بقعتي لاتزاحمني عليها.. هيا انصرف وبسرعة..

قلت: أين هي بقعتك وهي لاشيء.. !

قال: بل هي شيء في اللاشيء..

قلت: وهذا صحيح،

واعتذرت له رابتا على كتفه، فتطاير الغبار الكثيف من فوق كتفه المتهدل..

حينها، إبتسم بفرح غامر وراح يطارد الغبار محاولا الإمساك به

ويردد:

شكرا لك.. شكرا لكَ

هذا ما كنت ابحث عنه.. !!

***

د. جودت العاني

24 / 2 / 202

 

في نصوص اليوم