نصوص أدبية

حامد عبد الصمد: بريق الذكريات

في فضاء ممر الحديقة

في فصل يضم كل الفصول

كانت روحي مشدودة

تتنفس بإيقاع صامت

في مزيج من الشعر، والتعرجات على بستان الفلسفة

وفي السماء قطع من غيوم بيض، عالية جدا

وعلى فمي مذاق قريب لحلاوة نهر خوز

وبهبات صبا

رأيتُ من صرفتُ ثلث العمر معها

تقتربُ مني

انتصبتْ امامي

وكان وجهها شعاعاً لؤلؤياً

–  صباح الخير

–  صباح الخيرات والمسرّات

تراجعتْ

خطوة الى الوراء

اخرجتْ كتابا من حقيبتها

–  ليس لدي من الوقت ما يكفي

ابتسمتْ

وكأنها تقول:

- انّ روحي تحفظ حقيقة قلبك....!

وبصوت هامس جاءت كلماتها

- اتوقُ إلى  النهار جميل

احن والقلب على فطرته، كانه في طفولته

غير ان الصدأ يعلو افكاري، فلم اعد اسمع نغمة الروح

–  سلامتك امسحي الغبار عن عينيك الواسعتين

ستتمخض الأفكار عن احساس، لن ينضب الخيال فيه

ولن يجف القلب، لا ولن تموت الطفولة

– هذا صوتك الشاعري بمخارج حروفه

ووقاره القرويّ الاصيل

اشكرك على كل حال

نظرتُ اليها وعلى محياها ندى قصيدة

– وددتُ لو تبقين معي....!

نتحدث كثيرا  ...!

انك النبع المتدفق بين اشجار روحي

وعلى كل جوانب الحياة التي احبها -

اعادتْ الكتاب الى حقيبتها الكبيرة

استرجعتْ انفاسها

وكأنها تقول لي:

استمتع بهذا الفضاء وكفى

تقدمتْ خطوة الى الامام

سارت ، وكادت حقيبتها الكبيرة تضربني

لكنها لامستْ كتفي

(وهي ضاحكة)

- اعتذر منك لقد مررت على الهامش ...!

اعتذر وانحني اليك

– طريقك الى القمة...وسبيلك الى النور

تابعتْ مشيتها

تضفر الخطوات ياسمينا

والنسيم الخفيف يداعب خصلات شعرها

***

حامد عبد الصمد البصري

في نصوص اليوم