نصوص أدبية

عبد الناصر عليوي: الغروب في عينيك

وَفِـي عَـيْنَيْكِ يَـنْطَفِئُ الْغُرُوبُ

وَتُشْرِقُ أَلْفُ شَمْسٍ لَا تَغِيبُ

*

وَتَـرْتَجِفُ الْـكَوَاكِبُ فِي ذُهُولٍ

كَـــأَنَّ أَصَـابَـهَـا أَمْـــرٌ رَهِــيـبُ

*

إِذَا تَرْمِي مِنَ الْأَحْدَاقِ سَهْمًا

مُــحَـالٌ رَمْـيُـهَا يَـوْمًـا يَـخِـيبُ

*

فَـفِـي أَهْـدَابِهَا شُـطْآنُ وَجْـدٍ

إِذَا نَـــادَتْ أَصَــمًّـا يَـسْـتَجِيبُ

*

إِذَا رَمَـشَتْ جُـفُونُكِ لَاحَ فَـجْرٌ

سَـتُزْهِرُ فِـي مَلَامِحِهِ الدُّرُوبُ

*

فَـإِنَّـكِ حِـينَ تَـمْشِينَ اخْـتِيَالًا

بِـجَـوْفِ الْـقَلْبِ يَـزْدَادُ الـلَّهِيبُ

*

وَفِـي أَنْـفَاسِكِ الْـعَذْرَاءِ نُسْكٌ

بِـهَا الْـوِلْدَانُ مِـنْ وَلَـهٍ تَشِيبُ

*

أُطَــرِّزُ جُـرْحَ قَـلْبِي نَـبْضَ بَـوْحٍ

وَفِـي وَجَـعِي جُـرُوحٌ لَا تَطِيبُ

*

فَـفِـيكِ الْـمَـاءُ يَـكْـتُبُنِي أَنِـيـنًا

لِتَسْمَعَ هَمْسَهُ الرِّيحُ اللَّعُوبُ

*

شِـفَـاهٌ مِـثْـلُ أَزْهَــارِ الْـبَرَارِي

مِــنَ الْـبَـتَلَاتِ تَـنْثَالُ الـطُّيُوبُ

*

فَـصَوْتُكِ نَـغْمَةُ الْـوَتَرِ الْـمُعَنَّى

إِذَا يَــشْـدُو يَــغَـارُ الْـعَـنْـدَلِيبُ

*

كَأَنَّ الْخَمْرَ مِنْ عَيْنَيْكِ يُسْقَى

فَـتَسْكَرُ مِـنْ مَـفَاتِنِهَا الْـقُلُوبُ

*

إِذَا أَغْـفُـو عَـلَـى كَـفَّيْكِ أَغْـدُو

كَـطِـفْلٍ هَــدَّهُ نَـعَسٌ عَـجِيبُ

*

فَفِي رَدَهَاتِ صَدْرِكِ مَهْدُ ضَوْءٍ

يُـهَـدْهِـدُهُ  إِذَا بَـــدَأَ الـنَّـحِـيبُ

*

أَنَـا طِـفْلُ الْهَوَى، زَادِي حَنِينٌ

يُـغَـذِّينِي إِذَا انـقـطعَ الْـحَلِيبُ

*

وَفِـي عَـيْنَيْكِ أَسْفَارُ الْمَعَانِي

يُـحَارُ بِـكَشْفِهَا الْفَطِنُ اللَّبِيبُ

*

أُحِـبُّـكِ لَا لِـشَـيْءٍ غَـيْـرَ أَنِّـي

أُحِـبُّ، وَفِـي الْـمَحَبَّةِ لَا أَثُـوبُ

*

كَـأَنَّكِ كُـلُّ مَـا رَجَـفَتْ عُرُوقِي

دَوَاءٌ فِـيـهِ أَوْصَـانِـي الـطَّـبِيبُ

*

تَعَالَيْ فِي الْحَقِيقَةِ دُونَ وَهْمٍ

كَفَى يَجْتَاحُنِي الْوَعْدُ الْكَذُوبُ

*

فَحُبُّكِ مِثْلُ وَشْمٍ فِي عُرُوقِي

سَـيَـبْقَى لَا يُــزَالُ وَلَا يَــذُوبُ

***

عبد الناصر عليوي العبيدي

في نصوص اليوم