آراء

مواقف مشبوهة للمتحدث باسم مكتب العبادي

salim alhasaniفي البداية كنا نتصور أنها غفلة عابرة، هي التي تدفع الدكتور سعد الحديثي المتحدث باسم المكتب الإعلامي للسيد حيدر العبادي، الى اطلاق تصريحات تكشف عن تحرك القطعات العسكرية والحشد الشعبي قبل موعد الهجمات على تنظيم داعش. لكن تكرارها جعلنا نذهب الى أن الحديثي جزء من الحالة العراقية العامة وهي تكليف الرجل غير المناسب لمسؤوليات مهمة، ثم تطور الأمر لنجد أن المسألة ليست عابرة اواختياراً خاطئاً، فمع تعدد الكتابات والتحذيرات التي تناولت هذه القضية، فان الحديثي بدأ يتحدث عن خطوط التحرك والمناطق التي سيجري الهجوم عليها، مما أوقع الكثير من الضحايا في المواجهات العسكرية، أو إقدام تنظيم داعش على إجراءات إحترازية قبيل تعرضه للهجوم.

يتسع نطاق الشبهات، عندما صار السيد الحديثي يعتمد المقابلات التلفزيونية، ويسايره بنفس التوجه المتحدث الآخر باسم مكتب السيد رئيس الوزراء، ونقصد به السيد رافد جبوري، فهو لا يختلف عن منهج الحديثي في كشف المعلومات العسكرية، وكذلك حضوره المتزايد في مقابلات تلفزيونية، وعادة تكون المقابلة مفتوحة من حيث الوقت وطبيعة الحوار، لتسريب المعلومات بين ثنايا الكلام.

لقد جرت العادة في مهمة المتحدث الرسمي أن يكون مقلاً الى حد كبير، في المقابلات التلفزيونية، وان يكون نشاطه عبر المؤتمرات الصحفية، فمهمته هي التحدث لوسائل الإعلام لوضعها في صورة موقف رئيس الوزراء من الحدث، وليس الحوارات المطولة مع هذه الفضائية وتلك.

وبحسب التاريخ المهني للحديثي وجبوري، فانهما كانا قبل تكليفهما بمنصبيهما، يتحدثان بلسان طائفي مكشوف، وتحديداً بلهجة عدائية متحاملة على الشيعة، وهذا ما يعرفه كل عراقي تابع نشاطهما السابق.

بصراحة مباشرة نحن نتهم هذه المواقف بأنها مغرضة، نتيجة ردود فعل سريعة لتنظيم داعش، وحدوث تحركات مفاجئة بعد كل حضور تلفزيوني لهما، حيث يذهب ضحيتها الأبرياء، ويسقط ابطال الحشد الشعبي في كمائن داعش، وأخيراً حدوث (أخطاء) من قبل طيران الولايات المتحدة.

وبصراحة أكثر نطلب من السيد رئيس الوزراء أن يولي هذا الموضوع أهميته القصوى، فليس من المعقول أن يتكرر الخطأ من نفس الأشخاص، لمرات عديدة، رغم التنبيه والتحذير والملاحظة.

في المثقف اليوم