آراء

أفيقي يا حكومة العبادي!

الحشد الشعبي صورة مجدنا العراقي .. والحرس الوطني صورة الخيانة والعار

عندما تضامنت أهداف "التأمر" الداخلي والخارجي معا لاسقاط الشرعية الدستورية وازاحة الحكومة المنتخبة، كانت تبريرات من تبنوا تلك المؤامرة أن السبب هو تهميش المكون السني ...!! فراحت الاحداث المروعة في التسارع الى درجة ان شعبنا وقف ذاهلا لا يدري ماالذي يمكن ان يصنعه امام الاجهازعلى حكومة قام بانتخبها بنفسه ظنا منه بان الديمقراطية، هي أحد ألامال الكبرى للحياة القادمة الواعدة . وانه كشعب قد ضحى من اجل الديمقراطية بدمائه في مواجهته الارهاب، قد راهن على انها سوف لن تكون وهما. ولكن، سرعان ما تبين للجميع ان أعداء الوطن العراقي في الحقيقة من كتل سياسية شيعية وسنية وكردية معا، كانوا وراء تلك المؤامرة، وان هؤلاء لايريدون بشعبنا وبالعراق خيرا. فالجميع وقد تضامنوا على البقاء معا من اجل مصالحهم من خلال الابقاء على العراق وشعبه ضعيفا مرتبكا هائجا عاصفا بصراعاته الطائفية تتلاطمه الازمات ويتكالب عليه الجميع في الداخل مع القوى الخارجية من اجل الهيمنة على سياساته وثرواته. فكان امام شعبنا طريقان لوقف هذه المؤامرة : فأما تحدي المرجعية الدينية التي كانت وراء تهيئة الاجواء لذلك الانقلاب على الديمقراطية بعد ان اعطت الضوء الاخضر للقيام بما تمليه حاجة واهداف الكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية في تفاهماتها مع الجهات الخارجية، وأما السكوت على مضض، فكان الخيار الثاني هو النتيجة. فالمرجعية الدينية تتحمل وزرعملها لما يحصل من نتائج اليوم وما يسود الحياة العراقية من تنازلات مهينة، بعد ان تمت محاصرة شعبنا في زاوية للانتقام منه .

فالذي حدث بالضبط كان مؤامرة لا أكثرولا أقل. إذ لو أن ما حصل كان دستوريا، او اريد به ان يكون دستوريا، لكان ينبغي ان يتم حل الحكومة ومجلس النواب وتعيين موعد لانتخابات مبكرة !!! ولكن لم يحصل شيئا من ذلك... لان المعنيين بالمؤامرة يعرفون النتيجة التي سوف لن تخرج عن انتخاب ثانية من تم التأمر عليه. فكيف يتوقع منا البعض الخائن والمستفيد والجبان واللامبالي أن نلوذ بالصمت؟؟؟!!! فالساكت عن الحق شيطان أخرس...!!

وكيف يمكن ان نلوذ بالصمت، وامامنا تجربة فريدة في التأريخ العراقي، تجربة أبطالها رجال الحشد الشعبي ممن يقاتلون بسلاح الايمان ويذيقوا دواعش البعثيين الموت الزؤام في كل يوم؟ كيف سنلقي باقلامنا جانبا والحشد الشعبي يعيشه شعبنا حقيقة دامغة تعيد الكرامة والكبرياء لعراق توهم بعثيوا دواعش السلطة فيه، انهم قادرون على تحطيم بوابات الوطن العراقي العتيدة من خلال استمرار طرق معاولهم الجبانة عليها، حيث ظنوا ان قيم واصالة العنفوان الوطني الراسخ في اعماق ابنائه العمالقة قد هانت عليهم، أو ان تحديهم للموت في سبيل هذا الوطن، قد تراجع واصبح "ذكرى" دارسة ؟؟ فقد منوا انفسهم، من ان الاجيال القادمة ستقرأ في كتب التأريخ المدرسية، هوانا جديدا عن العراقيين، كذلك الهوان الذي لا نزال نقرأ عنه لغزو هولاكو لبغداد وتحطيمها تحت جنح ظلام "الخيانات" نفسها. فلقد اعتقد هؤلاء الكلاب الدواعش والذين بدأوا يفرون ويهيمون على وجوههم أمام الضربات الموجعة لابطالنا في الحشد الشعبي، ان الرجولة والاباء وعشق الشهادة فداءا للوطن الغالي، أنما هي قيم بالية إندرست!! كما يحسونها هم في انفسهم . أو ان الدرالنقي الذي رضعه العراقيون الاحرار من صدورامهاتهم النجيبات، قد اصبح رائبا، أوتغير طعمه أوأستحال الى ماء وبطلت حوبته، أو ان النخوة قد جفت في عروق الرجال!! أو أن زغاريد امهاتنا واخواتنا العراقيات لم يعد لها وقعا مأساويا قاهرا في استثارة الكبرياء في اعماق الرجال حينما تتعالى تلك الزغاريد مبددة ظلال الوهن والتردد. أوحينما تصدح اهازيجهن بألم وحرقة، فان نواميس الرجال تتناخى بحماس طروب لاغية امام اراداتهم كل مستحيل، فتشد أزرهم وتؤجج في صدورهم ذلك الحماس السرمدي الذي توارثوه من "حيدرة الكرار" مجملا في قلوبهم التسابق من اجل نيل الشهادة .

لكن الجبناء من بعثيي داعش، أبوا أن لا تكون لهم عزائم الرجال، وان كان لهم شيئا منها، فانها عزائم الجبن والخيانات الوطنية والاسائة الى تراب هذا الوطن الشامخ.!! ولكن هيهات، فوقفة الحشد الشعبي وهو يجهز بسيوف الحق على دواعش البعثيين، ويدوس فوق هاماتهم ويمرغها في وحل عار الموت والهزيمة، هو البيرق لعراقنا الازلي الذي ستظل تحمله ملايين الحشد الشعبي مرفرفا فوق الهامات على صدى تلك الزغاريد الجليلة .

فالعراقيون يدركون جيدا من هم اعداء الحشد الشعبي، فهم اولئك السنة "المساكين" الذي كانوا يعانون من "التهميش" ...!!!. انهم زمرالبعثيين الدواعش الذين جعلوا من الحكومة الجديدة فرصة لتحقيق "أمالهم" والتي لم تكن تلك الامال يوما سوى مؤامرات للاجهازا على أنفاس شعبنا من اجل عودة النظام البعثي الفاشي ثانية. فهم اليوم يمنون انفسهم ويلحون على الحكومة ومجلس النواب لانشاء "الحرس الوطني" ...لماذا ...؟ لان في انشائه سيتمكن الدواعش من الانتماء اليه "رسميا" هذه المرة...!! ومن خلاله سيستطيعون تهديد الحكومة وشعبنا وتقسيم العراق . هؤلاء هم زمرة دواعش "السلطة"، والذين كانوا ولا يزالون وسيبقون، السبب الرئيس وراء جميع الانهيارات القيمية والتداعيات الاخلاقية التي أوقدوا حرائقها في ربوع الوطن العراقي فأقضت مضاجع شعبنا. هؤلاء، هم الذين أوصلوا العملية السياسية، الى احط وادنى وأنجس مستوى أخلاقي لها في التأريخ السياسي العراقي . فقد كانت مواقفهم العدائية ضد الوطن العراقي ومصالح شعبنا ولا تزال، تعطي صورا بشعة عن نوع من شربشري - شيطاني فاق جميع الاوصاف حتى لأعتى المجرمين في الاسائة والتخريب لقيم التراث والتأريخ العراقي .

فمن خلال نظرة سريعة على طريقة تبني حكومة الدكتور العبادي في تقيمها "للوطنيين" !! وجدنا أن من أول نتائج هذه "العدالة" العراقية الجديدة في رفع "التهميش" عن هؤلاء، ان أصبح رئيس البرلمان العراقي السابق السيد اسامة النجيفي في مقدمة من تم "منحهم" امتيازا من هذه العدالة الجديدة، فتم "تكريمه" للاستمرار في السلطة العليا والعملية السياسية "كنائب لرئيس الجمهورية" ....؟؟؟!!! بينما كان من المفترض تقديمه للقضاء العراقي وضعه وراء القضبان لأعماله الاجرامية بحق شعبنا نتيجة لما عملته ايديه من ويلات.

فاسامة واخاه النجيفي لا يزالان يعملان كل ما في وسعهما من اجل محاولة اعادة البعثيين الى السلطة، ومعروف عنهما أيضا انهما من اشد الداعين الى التخندق الطائفي والعاملين على تكريس الارهاب وتأليب الطائفة السنية لمقاتلة اخوانهم الشيعة . ومعروف عنهما أيضا احتقارهما للديمقراطية وللرأي الاخر وحملهما لنزعة شديدة الانانية ومنح نفسيهما أدورا اكبر من حجمهما. كما معروف عن الاخوين، تضامنهما الطائفي مع المجموعات الإسلامية السنية العربية المتطرفة ومع مجموعة البعثيين الذين تسللوا الى مواقع السلطة والبرلمان من خلال المحاصصات السياسية . وما تصريحات اسامة واثيل النجيفي وغيرهما من البعثيين الدواعش اليوم بانشاء الحرس الوطني أو "الجمهوري" ..فما الفرق ..؟؟ فأنه يأتي متزامنا مع سعي هؤلاء الى تهيئة انفصال السنة عن العراق في وطن خاص بهم، فمن ذا الذي يا ترى من احرار شعبنا من يستطيع ان يتقبل تحديات كهذه بعد كل التنازلات المهينة من قبل الحكومة الجديدة، فيبارك انشاء الحرس الوطني، سوى الدواعش البعثيين؟؟؟!!!

حماك الله يا عراقنا السامق ..

 

أ . د . حسين حامد  

 

في المثقف اليوم