آراء

فضائيون جدد في الخارج

salem mashkorلا يمكن للمسؤول أن يفصل موظفين”فضائيين” ليعيّن فضائيين محلهم، فما بالك إذا كان المفصول مجدّاً في عمله متقنا له خلال سنوات طويلة وصاحب شهادة عليا، والـ”الفضائي” المعيّن مكانه شاب في بداية العقد الثالث من عمره، لا يملك أية شهادة أو مهارة سوى إنه إبن أمرأة صاحبة “حظوة” كبيرة لدى عدد كبير من المسؤولين السابقين واللاحقين .

حدث هذا في إحدى ملحقيات العراق الثقافية في الدولة الاهم والاكبر في العالم، وهي الممثلية التي تتولى مهمة رعاية البعثات الدراسية العراقية في جامعات هذه الدولة . مهمتها التواصل مع الجامعات ومتابعة شؤون الطلاب المبتعثين، بدءأً من تحصيل القبول لهم، مرورا بمتابعة دراستهم وأوضاعم حتى إنتهاء دراستهم وعودتهم الى العراق . هذا يعني ان كادر الملحقيات يجب ان يكون على مستوى عال من المعرفة والشهادة ولغة البلد . لكن “المحظيّ “ لا يمتلك من هذه المؤهلات شيئا أبدا . لا شهادة، ولا لغة (إنكليزية)، بل وحتى عربية سليمة، ولا أخلاق في التعاطي مع الطلاب فضلا عن الجامعات . “ مؤهلاته” هذه كانت سبباً لطرده من السفارة العراقية في هذا البلد قبل أكثر من عامين، بعدما تمادى في الاستهتار في العمل والتطاول على موظفي السفارة بمن فيهم القنصل، متسلحا بانه “مدعوم” من (……). لم تفلح أوامر “الداعم” حينها، والتي وصلت الى حد الاتصال الهاتفي بالسفير، في إعادة هذا الشخص الى السفارة بسبب إصرار السفير وتمسكه بقراره المستند الى صلاحياته أولا (كون المشار إليه موظف محلي)، والى الاسباب الموضوعية لقرار طرده ثانيا .

ومن أُخرج من الباب يمكن أن يعود من الشباك مادامت “الحظوة” موجودة . عاد هذا الشخص بقرار وزاري موظفا في الملحقية الثقافية قبل أكثر من عام لكن مسؤول الملحقية حينها، رفض هذا التعيين لذات الاسباب التي طرد وفقها من السفارة . ظل بعض المسؤولين يضغطون دون جدوى، لكن إصرار “الوالدة” لم يتراجع، فعاد الان وبـ” هامش “ وزاري كما قيل، ليفرض موظفاً في الملحقية الثقافية، وبعدد ساعات دوام يختارها هو، بعد إخراج المسؤول في الملحقية الذي كان يعارض تعيينه، وبعد طرد موظف كفوء عالي التحصيل لتوفير مكان للموظف الجديد . موظف فضائي يضاف الى باقي الفضائيين في ممثليات العراق الخارجية، ومنها هذه الملحقية التي تواجه تزايداً في عدد الجامعات الرصينة التي توقف التعامل معها بسبب سوء الاداء، وهو بالتأكيد ناتج عن عدم كفاءة العاملين.

لا أشك، قيدة أنملة، بنزاهة وزير التعليم العالي، لكن هذه الحالة، وربما مثلها الكثير تستدعى التدخل، لانها تثير من الاسئلة ما يتخطى الجانب المهني، فضلا عن أنها تساهم في الاطاحة بمشروع البعثات الدراسية التي يؤمل عليها الكثير في بناء البلاد .

في المثقف اليوم