آراء

ماذا يريد سعد من سعداني؟

inas najlawiحظي عمار سعداني بتغطية إعلامية غير مسبوقة منذ توليه الأمانة العامة للحزب العتيد وكرست الكثير من الأقلام الصحفية وقتها وحبرها لتعقب خطواته وترصد جمله بغية تقطيعها وتقديمها إلى القارئ مع الكثير من سوء النوايا والتفسيرات غير الدقيقة.

قد يكون موقف جريدة الفجر، على سبيل المثال لا الحصر، مفهوما فهي تدافع عن حلفائها في تنسيقية المعارضة عبر التنبؤ -في عدد 17ديسمبر- بأن "أيام الأمين العام على رأس الأفالان معدودة" وأن مايدلي به "مجرد تصريحات لمسؤول حزب سياسي لا يشغل اي منصب رسمي"، وكأن هذا الحزب ليس واجهة السلطة وصاحب الأغلبية النيابية؟!

وقد سلك نفس المنحى عميد الصحافة الجزائرية سعد بوعقبة، فلا يفوت فرصة إلا ويتعرض لـ "أبّا سعداني" كما يلقبه. ولكن لماذا ينزعج سعد بدوره من كلام سعداني؟ أم أن السردوك الذي تناثر ريشه يغار من تسليط الأضواء على ابن الصحراء الذي صار صانعا للحدث؟!

في عموده لعدد 20ديسمبر، يرى الأستاذ بوعقبة أن حديث الأمين العام حول وقوف دول بعينها وراء انخفاض أسعار النفط مغامرة صوتية غير مسؤولة ولا محسوبة العواقب. بعدها اعتمد بوعقبة تقنية الفلاش باك و روى للقارئ أن رئيس الحكومة استدعاه سنة 1999 إلى مكتبه وكلفه بالقيام بواجبه الوطني في فضح تأمر السعودية وتلاعبها بأسعار البترول التي تهاوت إلى اقل من 5 دولارات آنذاك. واختتم القصة بالادعاء أن سلسلة مقالاته حول موضوع المؤامرة كانت احد أهم أسباب قرار السعودية حينها "تخفيض إنتاجها بمليون برميل.. ومنذ ذلك الحين بدأت الأسعار في الارتفاع إلى اليوم"!!

والسؤال المطروح اليوم: هل تعتمد الجزائر الآن على تصريحات سعداني للضغط على السعودية كما اعتمدت في الماضي على كتابات سعد، وذلك إن سلمنا جدلا أن السعودية رضخت وخفضت إنتاجها لرفع الحرج الذي أحدثته مقالات السردوك؟!

لماذا يحكم سعد مسبقا أن "سعداني يقول ما يقول دون تأثير"، رغم اعترافه -في قصته- أن الأمر استغرق وقتا وكثيرا من المقالات إلى أن اقتنعت السعودية بضرورة الاستسلام؟! ولماذا يصدر أحكاما جزافية بأن الجزائر فقدت تأثيرها العربي؟ هل لأن الجهات الرسمية لم تسند له اي دور هذه المرة؟!

لماذا يستكثر سعد البطولة على سعداني؟ هل كان يحلم أن يتكرر ما جرى في 1999 فيقوم رئيس الحكومة الجزائرية الحالي بدعوته إلى مكتبه في رئاسة الحكومة ليكلفه بمهمة قومية ثم يحوله إلى مدير عام سوناطراك ليضعه "في صورة ما تفعله السعودية بالجزائر في ملف البترول"؟!

لكن كيف فات العميد السردوك أننا نوشك أن نستقبل سنة 2015 وأن عمار سعداني هو رجل المرحلة بلا منافس شاء من شاء، أما من أبى وظن أن الثانية ثابتة وأن عقاب تخطي الحدود الحمراء آت لا محالة فهو لم يستوعب الدرس جيدا ولم يعلم بعد أن سعداني يدرك تماما أبعاد ما يقول وما يفعل ويتحمل مسؤوليته. والى الأستاذ بوعقبة أقول: المشروع الوطني ليس حكرا عليك و وطنيتك لن تزيد بتخوين الآخرين وتسفيه أدوارهم والتقليل من شأنهم، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه وفهم أن لكل زمن رجاله.  

 

بقلم: إيناس نجلاوي - خنشلة

أستاذة لغة انجليزية بجامعة تبسة

 

في المثقف اليوم