آراء

المرجفون ومستنقع الإخوان

hasan zayedقد يكون خروجاً عن الموضوعية، التعبير عن مدي الغيظ والغضب، الذي انتابني، من أولئك المرجفون في مصر. أولئك الذين يزايدون بكل قضية، ويركبون كل موجة، ويعتلون كل سطح، في سبيل تعكير الأجواء، وتسميمها، من أجل الوصول إلي بغيتهم، دون نظر لمخاطر ما يفعلون، وأثر ما يتشدقون به، وما يعلنون. فقد كان من المعلوم لكل ذي عينين، أن جماعة الإخوان الإرهابية، قد أعلنت التعبئة العامة داخل كوادرها، العلنية منها، والسرية، بقصد تخريب ذكري الثورة، بما يمارسونه من أعمال تخريبية، وإرهابية، ليس الهدف منها، وبشكل معلن، سوي إسقاط مفاصل الدولة، ومقوماتها، وضرب مقدراتها، وهدمها علي رأس من فيها. ومعلوم لكل ذي عقل، أن الإخوان أساتذة في مجال تعكير الماء الرائق، والإصطياد فيه، وركوب موجاته، وتطويرها، واستحلابها حتي آخر قطرة فيها. وهم أساتذة في استغلال الآخر ـ والآخر هو من دون الإخواني ـ للتخديم علي مواقفهم، وتغطيتها، واكسابها زخماً عاطفياً، قد يكسبها مصداقية مكذوبة، تجري المتاجرة بها علي قدم وساق. الجميع يعلم ذلك، إلا من وقع أسيراً للوهم، تحت وطأة أردية الدين التي تتدثر بها مواقفهم وكلامهم، أو من تقاضي ثمناً عاجلاً لمواقفه، أو من تقاطعت مصالحه العاجلة مع مصالحهم، حتي ولو في خيانة الوطن، أو من يعمل وفق أجندتهم التي يعملون لها، تحت راية غير راية الوطن. فإن لم يكن واحداً من هؤلاء، فليقل لي من يكون؟. من ينغمس في المستنقع الإخواني، ويخرج منادياً بما ينادون به، ويصنع ما يصنعون، ويقدم شبابه وقوداً كما يقدمون، ثم يختلق بكائية أقرب إلي بكائياتهم، ثم يجتمعون للطم الخدود، وشق الجيوب، والولولة علي حقوق الإنسان المهدرة، وقد نسوا حق الوطن. عندما يصبح الوطن في خطر، ووجوده علي المحك، ماذا أنتم فاعلون؟. عندما تصبح وزارة الداخلية، ووزارة الدفاع، والأجهزة السيادية في الدولة، نهباً لألسنة حداد، تستهدف معنويات كوادرهم البشرية، ألا يكون ذلك انغماساً حتي الأذقان في مستنقع الإخوان ؟. الكوادر البشرية لهذه الجهات بشر، من لحم ودم، وأحاسيس ومشاعر، يتأثرون بما يتأثربه البشر، من مدح، وقدح، وينعكس ذلك علي آدائهم، في مواجهة الإرهاب، الذي يحصد من بينهم الرجال حصداً، قتلاً، أو تفجيراً، أو تفخيخاً. هذه الكوادر ليست آتية من السماء، بل هي آتية من بيننا، لهم أسرهم، الذين تنعكس مواقفكم وارائكم عليها، بما يخلق بيئة غير مواتية لهذا الكادر أو ذاك، حتي يؤدي واجبه بالكفاءة والفاعلية المطلوبة، ثم نلقي عليه اللوم ؛ لتقصيره. هم ليسوا ملائكة، بل بشر يخطئون. أمن العقل أن نجلدهم علي أخطائهم؟. نعم يحق لنا ذلك، إذا جلدنا أنفسنا علي جرائمنا، لا أخطائنا، فهل نحن فاعلون؟. أُحَدِّث فيك وطنيتك، إن كان لك من الوطنية نصيب، هل شاهدت محطات التلفزة الإخوانية، قبل الحادث، وفي أثنائه، وفي عقبه؟. قبل الحادث كانت الفتاوي الفاجرة بقتل كوادر هذه الأجهزة، من القرضاوي، وسلامة عبد القوي، ومحمد الصغير. وختمها هذا الصرصار محمد ناصر، وهو يهدد أسر الضباط ، بأن أبنائهم سيقتلوا. وفي أثناءها، كان تكبير وتهليل فريق الجزيرة أثناء وقوع الإنفجارات، وخديجة بن قنة، وهي تعلن النقل الحي المباشر للحادث. وبعدها روح الشماتة السافلة في شهدائنا، والتي تفضح خبث الطوية، وسوء النية، حيث يحمل كل منهم بداخلة، مستنقع آسن من العفن الأخلاقي، الممتلئ بالجراثيم والسموم. هل رأيت خسة، ونذالة، وانحطاطاً أكثر من ذلك ؟. فإن لم تكن رأيت، فقد رأيت ؟. أفلا يقتضي منك ذلك، إعادة النظر، في قناعاتك السابقة عن هذه الجماعة ؟. انتشل نفسك من ذلك المستنقع الإخواني العفن، سواء كنت عضواً عاملاً، أو تابعاً، أو متعاطفاً، أو محباً، أو مريداً. أغلق نافذتك، فالمستنقع بجوارها، إذ كيف تقضي علي البعوض، والمستنقع بجوار النافذة ؟. أما إذا كنت تعمل وفقاً لأجندة أخري بخلاف الأجندة الوطنية، فما عليك سوي التزام الصمت، والإنسحاب في هدوء، والبحث عن وطن آخر، غير ذلك الوطن.

 

حــســـــــن زايـــــــــــد

 

في المثقف اليوم